التى بعدها جملة مستانفة ، فهى حرف استيناف لا حرف عطف ، ولذلك يقال لها المنقطعة لانقطاع ما بعدها عما قبلها من جهة الاعراب وتركيب الكلام ، وان امكن ارتباطه به فى المعنى ، وهى تقع فى موضعين بعد غير الاستفهام خبرا كان او انشاء ، وبعد الاستفهام حقيقيا كان او غير حقيقى ، وهى مع ذلك بالنسبة الى ما بعدها اما للاضراب المحض او الاضراب المتضمن معنى الاستفهام ، فالشقوق حينئذ اربعة.
الشق الاول وقوعها بعد غير الاستفهام للاضراب المحض ، نحو قوله تعالى : (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) ـ ٥٢ / ٢٩ ـ ٣٠ ، اى بل يقولون ، (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ـ ٣٢ / ٢ ـ ٣.
الشق الثانى وقوعها بعد غير الاستفهام للاضراب مع الاستفهام ، نحو قوله : تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) ـ ١٣ / ٣٣ ، ام الثانية متصلة ، والاولى منقطعة تفيد الاستفهام الذى يلزم قبل المتصلة ، (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) ـ ٢١ / ٤٢ ـ ٤٣ ، والاستفهام فى الآيتين للانكار الا بطالى ، (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) ـ ٢١ / ٢٤ ، والاستفهام للانكار التوبيخى ، وفى قولهم : انها لابل ام شاء استفهام حقيقى ، والتقدير : ام هى شاء لان ام المنقطعة لا تقع بعدها الا الجملة ، وكقول الشاعر.
كذبتك عينك ام رايت بواسط |
|
١١٥٩ غلس الظلام من الرباب خيالا |
الشق الثالث وقوعها بعد الاستفهام للاضراب المحض ، نحو قوله تعالى : (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) ـ ٤٣ / ٥١ ـ ٥٢ ، ومن ذلك قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) ـ ١٣ / ١٦ ، فان ام الثانية للاضراب مع الاستفهام ،