منه ، وسمى استثناء غير المفرغ تاما ، وقد يجعل المفرغ والمتصل والمنقطع نعوتا للاستثناء.
الامر الثانى الا فى المنقطع بمعنى لكن ، فالمستثنى بعدها جملة فى المعنى لا فى الاعراب ، لان لكن لا تدخل الا على الجملة كما مربيانه فى مبحث حروف العطف ، فقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) ٤٣ / ٢٧ ، اى لكن الذى فطرنى لن ابرا منه ابدا ، وقس عليه غير ذلك من الامثلة ، وجاء القوم الاحمارهم ، اى لكن حمارهم لم يجئ ، وعلى هذا فالجملة الواقعة بعد الا الانقطاعية معطوفة على الجملة التى قبلها فان كان لها محل فلها ذلك المحل ، والا فلا.
ولكن يظهر من ابن هشام فى ثانى المغنى فى آخر الجمل التى لها محل من الاعراب فى فصل معنون بتنبيه ان الجملة المستثناة لها محل من الاعراب مطلقا وهو النصب حيث قال : اما الجملة المستثناة فنحو (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) ـ ٨٨ / ٢٢ ـ ٢٤ ، قال ابن حروف من مبتدا ويعذبه الله الخبر ، والجملة فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، وقال الفراء فى قراءة بعضهم فشربوا منه الا قليل منهم ـ ٢ / ٢٤٩ : ان قليل مبتدا حذف خبره ، اى لم يشربوا ، وقال جماعة فى (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) ـ ١١ / ٨١ : امراتك مبتدا والجملة بعده خبره ..
اقول : ان الجملة بعد الا فى الاستثناء المفرغ لها محلها حسب عاملها على ما فصلنا من قبل ، وليس ذلك من الجمل المستثناة التى لها محل النصب بالا ، وكذا المفرد الواقع بعدها ، والا لها معناها وليس لها عمل راسا ، واما غير المفرغ فالمفرد الواقع بعد الا منصوب بالا على الاستثناء او تابع للمستثنى منه على الابدال ، ولا داعى لجعل المفرد جملة الا فى المستثنى المنقطع لما قلنا ، واما الجملة الواقعة بعدها فالاولى ان يقال : انها منصوبة محلا بالا على الاستثناء فى المتصل لان