والتقدير : اومر عبادى بان يقيموا الصلاة ، وعلى هذا فليست الآية من هذا الباب.
وقد يكون ما قبل المضارع امرا بالمعنى ، نحو قوله تعالى : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ـ ٦١ / ١١ ـ ١٢ ، اى آمنوا بالله ورسوله وجاهد وايغفر لكم الخ.
ثم ان لم يكن لما تقدم المضارع مدخلية فيه او كان ولم يقصده المتكلم فلا جزم له كما فى قوله تعالى : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ـ ٩ / ١٤ ـ ١٥ ، انجزم خمسة افعال بعد قاتلو المدخلية المقاتلة فيها وقصد المتكلم اياها ، ولم يجزم يتوب لعدم مدخلية المقاتلة فى توبة الله على من يشاء لان توبته تعالى على عبده موقوفة على ندامة العبد لا على قتال المقاتلين ، (قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) ـ ٦ / ٩١ ، رفع يلعبون لعدم قصد مدخلية ترك النبى اياهم فى لعبهم وان كان يوثر تركهم فى لعبهم ولو بالازدياد ، (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) ـ ١٩ / ٥ ـ ٦ ، رفع يرثنى لعدم قصد سببية هبة الله اياه ولدا فى كونه وارثه لا مكان ان يموت قبله ، وفى بعض القراءات يرثنى بالجزم ، وهو بقصد السببية لا مكان ان يبقى بعده فيرثه ، وقرئ قوله تعالى : فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون فى سورة الزخرف والمعارج بالجزم لقصد السببية بخلاف (يَلْعَبُونَ) فى سورة الانعام مع ان المتقدم فى جميعها ذرهم.
والحاصل ان كان للامر او غيره من تلك الاشياء مدخلية فى حصول المضارع بعده وقصدها المتكلم يجزمه والا فلا ، ولا يخفى ان المعتبر هو مدخلية ما باى وجه كانت كمدخلية ترك النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فى لعب المجرمين لا السببية لان العدمى لا يكون سببا للوجودى على ان تركه لو كان سببا للعبهم لم يجز له لان سبب المحظور محظور ان كان تاما.