الحجة مع علمه بعدم الخير فيهم ، فالجزاء اعم من الشرط ، واشار الى ذلك بعده بقوله : ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ، وكقولك : ان نمت انتقض وضوئى ، امكن انتقاض الوضوء بغير النوم ، فالجزاء اعم ، ومن ذلك قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) ـ ٢١ / ٢٢ ، امكن فسادهما بغير ذلك كما هو واقع عند الساعة ، (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) ـ ٦ / ٩ ، امكن كون الرسول رجلا بغير كونه ملكا ، وفى هذا القسم ينتفى الشرط بانتفاء الجزاء ، لا العكس.
مثال التلازم من الطرفين ، وذلك اذا كان بينهما التساوى ، قوله تعالى : (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) ـ ١١ / ٤٧ ، فان خسران الآخرة وعدم مغفرته تعالى متلا زمان ، (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) ـ ٦ / ٢٨ ، فان الرجوع الى الدنيا والاشتغال بالمناهى متلا زمان للكافر ، (قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) ـ ٦ / ٧٧ ، فان عدم هداية الرب وضلالة العبد متلا زمان ، وفى هذا القسم ينتفى كل منهما بانتفاء الآخر لتلازمهما وكونهما متساويين.
اذا علمت هذا فاعلم ان القوم اختلفوا فى تفسير لو ، فقال فريق : انها تدل على انتفاء الجواب لانتفاء الشرط ، وقال فريق : انها تدل على انتفاء الشرط لانتفاء الجواب ، وهذان الفريقان متفقان فى انها تفيد انتفاء الشرط والجواب جميعا ، وقال فريق : انها تفيد انتفاء الشرط فقط بمعنى ان انتفاء الجزاء يستلزم انتفاء الشرط لا العكس ، وقال فريق : انها لا تفيد انتفاء بوجه.
اقول : ان لو تفيد الربط كان الا ان اكثر استعمالها فى الشرط الماضى ، بخلاف ان فان اكثر استعمالها فى الشرط المستقبل ، وان تعمل وهى لا تعمل ، واما سائر الامور فهى مدلولات القرائن ، ولا تختص بلو ولا بغيرها مع خصوصية لكل منها فى مقام الاستعمال وزيادة مدلول اسمى للادوات الاسمية ، واما الانتفاء فهو لكل من الطرفين بانتفاء الآخر ان كان بينهما تلازم ، وانتفاء الشرط بانتفاء الجزاء ان كان الجزاء اعم ، وان كان بين الطرفين اتفاق فلا لزوم فى الانتفاء كما لا لزوم فى