يناسب تفسير الحرف به ، ولان تقدير الشرط ينبغى ان يكون فى كل مورد مناسبا للجزاء.
واما قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) ـ ٣ / ١٠٦ ، فالفاء للعطف ، وفاء الجزاء مع مدخولها محذوفة ، والتقدير : فيقال لهم اكفرتم الخ ، كما حذف مدخولها فقط فى هذه الآية : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) ـ ٤٥ / ٣١ ، والتقدير : فيقال لهم الم تكن آياتى الخ ، فحذف يقال لهم وحده وانتقلت الفاء الى ما بعدها ، وحذف القول وابقاء المقول كثير فى الآيات.
واعلم انه يفصل بين اما وفاء الجزاء بواحد من امور ستة.
الاول المبتدا فتقع الفاء على الخبر ، نحو قوله تعالى : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) ـ ١٨ / ٧٩ ، وتقدير الشرط : ان اردت ان تعلم شان السفينة فالسفينة كانت الخ ، (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) ـ ٦٩ / ٥ ـ ٦ ، وتقدير الشرط : ان كذبت عادو ثمود فهم اهلكوا الخ.
الثانى جملة الشرط مع حرف شرط آخر ، نحو قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) ـ ٥٦ / ٨٨ ـ ٨٩ ، والتقدير : اذا مات المحتضر فله روح وريحان ان كان من المقربين ، وما بعد الفاء جزاء لا ما ويقدر مثله لان لمكان الفاء ولانّ جعله لان يوجب خلوا ما عن الشرط والجزاء معا ، بل الجزاء الواحد فى نحو هذا الاسلوب للشرطين كلاهما.
الثالث المبتدا مع جملة شرطية ، نحو قوله تعالى : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) ـ ٨٩ / ١٥ ، فيقول جزاء لا ما ، فاكرمه ونعمه معطوفان على ابتلاه.
الرابع المفعول به ، نحو قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) ـ ٩٣ / ٩ ـ ١٠ ، (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) ـ ٤١ / ١٧ ، على قراءة نصب ثمود ،