عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) ـ ٢ / ٨٩ ، يصلح ان يكون كفروا به جوابا لكلا الشرطين ، فلما الثانية مع مدخولها عطف على الاولى مع مدخولها ، ويمكن ان يكون جوابا للثانى فقط ، فيقدر للاول جواب آخر نحو كذبوا به.
٢ ـ (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ـ ١١ / ٣٤ ، لا ينفعكم نصحى جواب فى المعنى لكلا الشرطين ، وترتيبه : ان اردت ان انصح لكم واراد الله ان يغويكم فلا ينفعكم نصحى.
٣ ـ (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٥٦ ـ ٨٣ ـ ٨٧ ، لو لا للتوبيخ والثانية تكرار الاولى ، كررت للفصل الطويل بينها وبين فعلها وهو ترجعون ، واذا ظرفية فقط ليس فيها معنى الشرط ، لان الشرط يفهم من ان ، فلولا جواب للشرطين ، وغير مدينين ، اى غير مجزيين يوم القيامة ، وترتيبه : ان كنتم غير مدينين وكنتم صادقين فى قولكم هذا فلو لا ترجعون الروح اذا بلغت الحلقوم ، والحال انتم تنظرون الى المحتضر ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون.
ان قلت : ما التناسب بين الشرط والجزاء وهم لا يدعون القدرة على ارجاع روح المحتضر الى بدنه ، قلت : ان ذلك لازم عقيدتهم لانهم ينكرون البعث والمعاد وان الله يتوفى الانفس حين موتها ، بل يرون ان الموت امر طبيعى ليس لله ولملك الموت فيه دخل ، فعاتبهم الله بان الموت لو كان كذلك فلم لا تتصرفون فيه بدفعه عن المحتضر.
٤ ـ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) ـ ٩٦ / ٩ ـ ١٤ ، اذا شرطية جوابه قدم عليه بالمعنى ، وتقديره : ارايت الذى اذا صلى عبدينهاه ، والشرط الثانى جوابه محذوف ، وتقديره : ان كان هذا الناهى عن الصلاة على الهدى آمرا