اشراط.
١ ـ ان لا يفصل بين المضارع والفاء بغير لا النافية ، نحو قوله تعالى : (قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) ـ ٩ / ١٠٥ ، توسط السين بينهما ، والمضارع مرفوع بدليل ما عطف عليه.
٢ ـ ان يكون الطلب المتقدم محضا وكذا النفى ، وذكروا من عدم المحوضة ان يكون النفى او النهى منقوضا بالا ، نحو ما تاتينا الا فتحدثنا ولا تضرب الا عمرا فيخافك ، او يكون نفيا فى نفى ، نحو ما تزال تعظنا فننتفع بموعظتك ، او يكون الطلب بغير صيغته ، نحو صه فنسمع ما يقول الاستاد ، غفر الله لك فيدخلك الجنة ، او يكون الاستفهام عن الواقع للتقرير ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) ـ ٦ / ١٣٠.
٣ ـ ان يكون المضارع مسببا عما وقع قبلها ، ولذلك سميت هذه الفاء بفاء السبب والفاء السببية بالخصوص ، وان كانت تفيدها فى غير هذه المواضع ، فان انتفى احد هذه الاشراط فجواز الوجهين : النصب والرفع ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) ـ ٢٢ / ٦٣ ، رفع تصبح لان الرؤية ليست سببا لاصباح الارض مخضرة ، (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ـ ٧٧ / ٣٥ ـ ٣٦ ، لان الاذن ليس سببا للاعتذار ، بل سببه ندمهم يوم القيامة ، ولا ينفعهم ، ونحو قول على عليهالسلام : انه لا يخرج اليكم من امرى رضا فترضونه ولا سخط فتجتمعون عليه ، مراده عليهالسلام انكم لا ترضون برضاى جميعا ولا تجتمعون على سخطى ، بل تختلفون على كما صرح به قبل ذلك ، وكلا المضارعين فى كلامه مرفوع اذ ليس رضاه سببا لرضاهم ولا سخطه سببا لاجتماعهم على سخطه.
الامر الثانى قيل : يجوز النصب والرفع فى المضارع المصدر بالفاء ان كان ما قبلها تشبيها مرادا به النفى ، نحو قولك لاحد مثلك يامرك وينهاك : كانك اميرى فتامرنى وتنهانى ، اى لست بذاك ، او كان ما قبلها ما يفيد التقليل المراد به النفى