٤ ـ ان يكون جواب القسم فعلا ماضيا مصدرا بلقد ، نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ـ ٢٩ / ٣ ، (لَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى) ـ ٤٦ / ٢٧ ، (وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) ـ ٤٥ / ١٦.
ويقال لهذه اللام فى هذه المواضع : الموطئة ولام توطئة القسم والمؤذنة لا يذانها بان ما بعدها جواب القسم المحذوف ، ودليل القسم المحذوف ان هذه اللام ليست لام الابتداء لانها ان دخلت على المضارع تمحضه للحال فينا فيها نون التاكيد وحرف الاستقبال كما فى الموضع الاول والثانى لانهما تمحضان المضارع للاستقبال ، وكذا ينافيها الماضى المصدر بقد كما فى الموضع الرابع لانه ممحض لما مضى ، فاذا امتنع كونها لام الابتداء فهى لام توطئة القسم فتدل على القسم المحذوف ، واما الموضع الثالث فلان الجواب فيه له خصائص جواب القسم لا خصائص جواب الشرط ، فيعلم من ذلك ان هناك قسم محذوف ، ويؤيد ذلك ان هذه اللام تدخل على هذه الجمل بعد القسم المذكور ، هذا هو المشهور المسلم عند اكثر القوم فى هذا الباب ، ولكن فيما ذكروه مواقع للنظر.
١ ـ ان اللام لا تدل على الزمان والفعل لا يدل على الزمان المخصوص فلا تمحض اللام المضارع للحال ، مع انه منقوض بقوله تعالى : (قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) ـ ١٢ / ١٣ ، وهذا للمستقبل القريب ، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ـ ١٦ / ١٢٤ ، وهذا للمستقبل البعيد ، (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) ـ ٢٥ / ٢٠ ، وهذا للماضى ، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) ـ ٢٧ / ٧٤ ، وهذا مطلق لان علمه تعالى لا يقيد بزمان ، ومثله قوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ) ـ ٦ / ٣٣ ، لان حزنه صلىاللهعليهوآله بما يقول المخالفون لا يتقيد بزمان ، وامثال ذلك كثير فى الكلام ، وتوجيهاتهم المذكورة فى كتبهم كالمغنى وغيره لا تنفع شيئا فراجع ، وياتى فى الخاتمة ذكر هذه اللام ،