انشائية يؤكد بها جواب القسم ، ومفادها التزام المتكلم وتعهده لصدق الجواب الذى هو الاصيل فى قصد المتكلم المسمى بالمقسم عليه ، فاذا قيل : يمين صادقة كيمين الله تعالى ، او كاذبة كيمين ابليس لعنه الله فباعتبار الجواب ، اذ جملة القسم انشائية لا يجرى عليه الكذب والصدق.
وافعال القسم اقسم وحلف وآلى وما يشتق منها ، والثالث كالاولين جاء فى القرآن فى قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) ـ ٢ / ٢٢٦ ، ويشتق من اليمين ايضا الفعل لانه مصدر كاليقين ونقل ابن سيدة وغيره الفاظا للقسم غريبة ترك استعمالها ، هى حلط وسبا وبسا وعتك.
ولكن تستعمل جمل اخرى خبرية مكان جملة القسم ، تفيد افادتها وتخبر عن الالتزام المذكور وتذكر بعدها جملة هى جواب القسم ، نحو قوله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ـ ٥٨ / ٢١ ، ولكن حق القول منى لاملان جهنم من الجنة والناس اجمعين ، وعبر على عليهالسلام عن هذا فى دعاء كميل بالاقسام حيث قال : لكنك تقدست اسماؤك اقسمت ان تملاها من الكافرين من الجنة والناس اجمعين ، ومثلها قوله تعالى : (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) ـ ٣٨ / ٨٤ ـ ٨٥ ، (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ٩ / ٧٥ ، وكما فى هذه الابيات.
الم ترنى عاهدت ربّى وانّنى |
|
١٥٥٥ لبين رتاج قائما ومقام |
على حلفة لا اشتم الدهر مسلما |
|
١٥٥٦ ولا خارجا من فىّ زور كلام |
تعشّ فان عاهدتنى لا تخوننى |
|
١٥٥٧ تكن مثل من يا ذئب يصطحبان |
ارى محرزا عاهدته ليوافقن |
|
١٥٥٨ فكان كمن اغريته بخلاف |
والحاصل ان الحلف والعهد والميثاق والنذر والوعد التزام احد لاحد بشئ فى قبال شىء منه او من دون ذلك ، فان ابتدا الله تعالى به فهو بالامر او النهى او الوعد او استحلاف او اخذ ميثاق ، وان ابتدا العبد به فهو بالاستعطاء والاستدعاء