الكلام بدونه ، واخبار هذه الافعال ليست كذلك ، على ان الاصل فى الحال ان لا يكون ضميرا وجامدا ومعرفة ، واخبار هذه الافعال تقع كثيرا كذلك ، فالحق ما عليه البصريون من ان المرفوع والمنصوب بعدها كانا فى الاصل مبتدا وخبرا ، وهما شبيهان بالفاعل والمفعول.
الخامس : قالوا : لا تدخل هذه الافعال بل الناسخ مطلقا على الاسماء التى لها صدر الكلام كاسماء الشرط والاستفهام ، وان دخل وذلك كثير فى الكلام وجب تقدير ضمير الشان لئلا تنحط عن مقام الصدارة ، وهذا تكلف مستغنى عنه لان معنى صدارة الكلمة عدم تقدم شى من اجزاء الجملة التى هى فيها عليها ، والناسخ داخل على الجملة كالحروف العاطفة ، فلا يضر بصدارتها ، على انهم قالوا : ان ضمير الشان له الصدارة ايضا مع ان الناسخ يدخل عليه ، واسم الاستفهام له الصدارة ، وافعال القلوب تدخل على الجملة التى هو فيها ، فالحق هو الالتزام بعدم الحذف والتقدير مهما امكن لانه خلاف الاصل ، وفى كتابه من غير موجب من جهة المعنى جرأة عليه تعالى ، وياتى الكلام فى الصدارة فى المبحث الثالث عشر من المقصد الثالث. السادس : ان من الجمل ما يساق سوق المثال فى عدم التغيير ، فلا يجوز ان يدخل عليه ناسخ ، نحو (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) ـ ١٣ / ١٩ ، فان هذه الكلمة يلتزم فيها ان تكون مبتدا بهذه الصورة وخبرها اللام الجارة مع مجرورها ، ونحوها : لله در فلان ، ولله بلاد فلان ، وصيغتا التعجب ، وويل له ، وسلام عليكم ، واسماء القسم كايمن ويمين وعمر ، وكذا لا يدخل الناسخ على الجملة المصدرة باذا الفجائية او لو لا الامتناعية ، وهذا ما فى خاطرى ، ولعل غيرها كمثلها.
السابع : قد تستعمل ونى ينى ورام يريم بمعنى زال فيفيد ان معناه مع حرف النفى ويعملان عمله كما فى هذه الابيات.
لا ينى الحبّ شيمة الحبّ مادا ١٤٠ |
|
م فلا تحسبنه ذا ارعواء |
فارحام شعر يتّصلن ببابه ١٤١ |
|
وارحام مال لا تنى تتقطّع |