بذلك العلماء وذكروه فى تاليفاتهم ، وذكر السيد المرعشى فى آخر السابع واول الثامن من ذيل احقاق الحق نبذة من كلماتهم ، ومنها علم النحو الذى روى متواترا عن ابى الاسود الدئلى انه قال : دخلت على امير المومنين على بن ابى طالب رضى الله عنه فرايته مطرقا مفكرا ، فقلت : فيم تفكر يا امير المؤمنين؟ قال : انى سمعت ببلدكم هذا لحنا فاردت ان اصنع كتابا فى اصول العربية ، فقلت : ان فعلت هذا احييتنا وبقيت فينا هذه اللغة ، ثم اتيته بعد ثلاث فالقى الى صحيفة فيها :
بسم الله الرحمان الرحيم الكلمة اسم وفعل وحرف ، فالاسم ما انبا عن المسمى ، والفعل ما انبا عن حركة المسمى ، والحرف ما انبا عن معنى ليس باسم ولا فعل ، ثم قال : تتبعه وزد فيه ما وقع لك ، واعلم يا ابا الاسود ان الاشياء ثلاثة : ظاهر ومضمر وشىء ليس بظاهر ولا مضمر ، وانما يتفاضل العلماء فى معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر.
قال ابو الاسود : فجمعت منه اشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب ، فذكرت منها ان وان وليت ولعل وكان ، ولم اذكر لكن ، فقال لى لم تركتها؟
فقلت : لم احسبها منها ، فقال : بل هى منها فزدها فيها.
وفى رواية اخرى.
قال ابو الاسود الدئلى : دخلت على امير المومنين على بن ابى طالب رضى الله عنه فوجدت فى يده رقعة ، فقلت : ما هذا يا امير المؤمنين ، فقال : انى تاملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء يعنى الاعاجم فاردت ان اضع لهم شيئا يرجعون اليه ويعتمدون عليه ، ثم القى الى الرقعة وفيها مكتوب :
الكلام كله اسم وفعل وحرف ، فالاسم ما انبا عن المسمى والفعل ما أنبئ به والحرف ما جاء لمعنى ، وقال لى : انح هذا النحو واضف اليه ما وقع اليك.
واعلم يا ابا الاسود ان الاسماء ثلاثة : ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر ، وانما يتفاضل الناس يا ابا الاسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر ، واراد بذلك