طرفا الاسناد كالمبتدا والخبر ، ولذلك ايضا لم يعدها بعضهم كصاحب الصمدية رحمهالله من النواسخ.
ولذلك ايضا لم ينتصب جزءا الجملة التى تقع بعد القول مع انه فعل تام متصرف كافعال القلوب ويستدعى ان يكون مفعوله جملة ، لان المقصود بالاصالة هو الاخبار عن مضمون تلك الجملة لا القول ، والصدق او الكذب ايضا دائر مدارها لان القول حاك ومرآة ، نحو (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ) ـ ٢٠ / ٨٨ ، فان (هذا إِلهُكُمْ) كذب لا فقالوا ، وكذا (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) ـ ٢١ / ٢٦ ، وغيرهما ، وكذا ان كان مقول القول صدقا ، نحو (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ) ـ ٢٨ / ٣٧ ، فالمقصود بالاصالة هو الاخبار عن المقول لا القول.
الامر الثانى
كل تلك الافعال اما بمعنى العلم او الظن ، والمراد بالعلم التصديقى الاعم من الجهل المركب ، والمراد بالظن هو عدم العلم التصديقى الاعم من الشك ، وهذا هو المستدعى للمفعولين الذين اصلهما المبتدا والخبر لان التصديق او عدمه انما يتعلق بنسبة القضية ، فافعال القلوب فى اصطلاحهم هى هذه الافعال ، اى العلم او الظن المتعلق بنسبة القضية حتى يستدعى مفعولين.
واما العلم التصورى او الظن التصورى الذى يتعلق بالشى ولا يستدعى الا مفعولا واحدا فليس يسمى عندهم بافعال القلوب ، وان كان فعلا قلبيا ايضا لا جارحيا ، ويقال لهما علم العرفان وظن التهمة ، فان العرفان هو العلم بالشى بما له من الجهات والخصوصيات من دون اسناد جهة من تلك الجهات اليه ، والتهمة هو الظن بالشى بما يحتمل له من الجهات والخصوصيات من دون اسناد جهة من تلك الجهات اليه ، ثم ان اسند اليه من تلك الجهات جهة تشكلت قضية وكان العلم او الظن بنسبة تلك