موضع منها ذكر الفعل نفسه ، وهو أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ ـ ١١ / ٩٥ ، ومن ذلك قولهم : سقيا ورعيا وغيرهما ، اى سقاك الله سقيا ورعاك الله رعيا ، واكثر ما يكون هذا فى الدعاء.
٣ ـ اذا كان الفعل من مادة القول كقوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) ـ ١٣ / ٢٣ ، اى يقولون سلام عليكم ، وجاء مذكورا فى آية اخرى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) ـ ١٦ / ٣٢ ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) ـ ٢٥ / ٤١ ، اى يقولون : اهذا الذى الخ ، (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا) ـ ٤٦ / ٢٠ ، اى يقول لهم خزنة جهنم : (أَذْهَبْتُمْ) الخ ، (وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ) ـ ٤٦ / ١٧ ، اى ويقولان لولدهما : ويلك الخ.
٤ ـ اذا عطف منصوب فعل على منصوب فعل آخر بينهما مناسبة يحذف الفعل الاول او الثانى ، كما فى هذين البيتين.
اعمرو بن هند ما ترى راى صرمة ٢١٧ |
|
لها سبب ترعى به الماء والشجر |
علّفتها تبنا وماء باردا ٢١٨ |
|
حتّى شبت همّالة عيناها |
وحذف الفعل او الفاعل او هما فى هذه المواضع قياسى ، ومن ذلك ما ياتى فى الاستثناء والنعت المقطوع والاشتغال والاختصاص والتحذير والاغراء والنداء ، وكل فى مبحثه.
٥ ـ وقد حذفا فى مواضع سماعا ، وهى كثيرة فى الامثال وغيرها ، نحو قولهم : الكلاب على البقر ، اى ارسل الكلاب الخ ، وقولهم : امر مبكياتك لا امر مضحكاتك ، اى اقبلى امرها لا امرها ، وقولهم : اهلا وسهلا ومرحبا ، اى اتيت اهلا لا غرباء ومكانا سهلا لا حزنا وسعة لا ضيقا ، وسلاما بالنصب اى اسلم سلاما ، وسلام بالرفع مبتدا خبره محذوف ، اى سلام عليكم.