ـ ٤ / ١٦٧ ، (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ـ ٣ / ٦٦ ، و (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ـ ٧٧ / ٣٥ ، (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ) ـ ٨٩ / ٣٥ ـ ٢٦ ، (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) ـ ٤٠ / ٦٨ ، (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٩ / ٩ ، (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) ـ ٧ / ٣١ ، فالنظر فى امثال هذه الى نفس الفعل المنتسب الى الفاعلين من دون نظر الى مفعول.
وكذا الكلام فى ذى المفعولين او الثلاثة اذا ذكر البعض وترك البعض او الكل كقوله تعالى : (وَآتُوا الزَّكاةَ) ـ ٢ / ٤٣ ، (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ـ ٩٣ / ١١ ، (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ) ـ ٢ / ٢٢١ ، (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى) ـ ٢٤ / ٣٢ ، (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) ـ ٩٩ / ٤ ، (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) ـ ٩٢ / ٥ ، (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) ـ ٣٥ / ١٤ ، فلا نظر فيها الى ما ترك من مفاعيلها.
اذا علمت هذا فاعلم ان الحذف فى اصطلاح هذا الفن لا يطلق على هذه المواضع ، بل هو ما اقتضته صناعة الاعراب كخبر بلا مبتدا او بالعكس ، وفعل بلا فاعل او بالعكس ، وشرط بلا جزاء او بالعكس ، ومعمول بلا عامل ، او فضلة من المفاعيل او غيرها لا تكون فى الكلام ، وتدل القرينة على انها مراد المتكلم ، فعند ذلك يقال : حذف وقدر ، وذاك محذوف ومقدر ، وهذا الحذف لا يجوز الا مع دلالة القرينة الا اذا اراد المتكلم ابهاما.
ثم الحذف بالمعنى المصطلح اما سماعى او قياسى ، وذكرنا فى كل مبحث ما كان له وسنذكره ايضا ، وياتى احكام الحذف مطلقا فى المبحث العاشر من المقصد الثانى ، والآن نريد ان نذكر حذف المفعول به وعامله ، فنقول : يحذف المفعول فى باب تنازع العاملين ، ويحذف عامله فى باب الاشتغال وباب النداء وباب التحذير والاغراء وباب الاختصاص وباب النعت المقطوع وباب نزع الخافض ، وهذا كله قياسى ، ياتى تفصيل كل منها فى مبحثه ، وناتى الآن بعجالة من حذف كل منهما سماعا.