الامر الثانى
ان العامل فى الحال هو العامل فى صاحبها ، وهذه قاعدة مسلمة ، والاعتبار يساعدها لان الحال حيثية لصاحبها كالصفة للموصوف ، فينبغى ان يكون عاملهما واحدا كما ان عاملهما واحد ، وصاحب الحال اما فاعل او نائبه او مفعول به او مجرور بالحرف او بالاسم او مبتدا او خبر ، فهذه سبعة ، نذكر كلا منها على حدته لان ذكرها لا يخلو عن الفائده.
القسم الاول
ما يكون صاحب الحال فاعلا ، نحو قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) ـ ٢٧ / ١٣ ،(قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ـ ٢٦ / ٩٦ ، العامل فى آياتنا ومبصرة هو جاءت ، والعامل فى (وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) قالوا ، وواو الجمع صاحب الحال ، وقوله تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) ـ ٧٤ / ٤٩ ـ ٥٠ ، كانهم حمر حال من الضمير المستتر فى معرضين ، ومعرضين حال من الضمير المجرور ، فعامل معرضين هو كائن العامل فى لهم ، وعامل كانهم حمر هو معرضين العامل فى ضميره المستتر فيه الذى هو فاعله.
القسم الثانى
ما يكون صاحب الحال نائبا عن الفاعل ، نحو قوله تعالى : (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) ـ ١٩ / ٣٣ ، (أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) ـ ٢٦ / ١٤٦ ، (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ـ ١٦ / ١٠٦.
القسم الثالث
ما يكون صاحب الحال مفعولا به ، نحو قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) ـ ٦ / ١١٤ ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ