ياتى معرفة كثيرا.
كقوله تعالى : (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) ـ ٥ / ٩٥ ، النعم تمييز لمثل ، (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) ـ ٢٢ / ٣٠ ، (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) ـ ١٨ / ٣١ ، ذهب تمييز لاساور ، وسندس تمييز لثيابا ، وقوله تعالى : (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) ـ ٤٧ / ١٥ ، ونحو عندى راقود من الخل ، وحب من العسل ، وهكذا ، وياتى هذا الحرف فى مبحث معانى حروف الجر فى المقصد الثانى.
ومثال الاضافة لى خاتم فضة ، وقميص قطن ، وجبة خز ، ويقال لها الاضافة البيانية ، وياتى بيانها فى مبحث الاضافة ، وتمييز العدد المعين يجر وجوبا فى بعض الصور وينصب وجوبا فى بعضها ، وياتى بيانه فى مبحث اسماء العدد ، وكذا العدد غير المعين ، وياتى بيانه فى مبحث الكنايات ، كل ذلك فى المقصد الثانى.
الامر الثانى
ان عامل النصب فى تمييز النسبة هو الحدث المنسوب من فعل او شبهه ، وفى تمييز الذات هو المميز ، اى الاسم المبهم الذى يبينه التمييز.
الامر الثالث
الاصل فى التمييز ان يكون نكرة كالحال ، وقد ياتى معرفة كقوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) ـ ٢ / ١٣٠ ، اى نفسا على قول لان سفه لازم فليس نفسه مفعولا ، وفيه اقوال اخرى مذكورة فى التفاسير ، ومثله : (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) ـ ٢٨ / ٥٨ ، اى بطرت معيشة على قول ، وقيل : بطرت فى معيشتها ، والقول الثانى انسب لمعنى البطر ، وهو السرور بالنعمة مع ترك شكر المنعم ، وقوله تعالى : (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ـ ٢ / ٢٨٣ ، على قراءة نصب قلبه ، فانه على هذه القراءة