تمييز ، وفيه تفصيل ياتى فى باب الصفة المشبهة فى المبحث الثانى والعشرين ، ومن ذلك قولهم : المت بطنك ، ورشدت امرك ، اى بطنا وامرا ، وكقول الشاعر.
رايتك لمّا ان عرفت وجوهنا ٣٠٩ |
|
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو |
الامر الرابع
قيل : ان المنصوب الثانى بعد ملايملا تمييز ، وليس به ، بل هو مفعول ثان ، وذلك لوجوه.
١ ـ ان هذا الفعل يتعلق بمنصوبين احدهما الظرف والاخر مظروفه من غير تحويل ، والتمييز بعد المنصوب ليس كذلك ، بل هو اما فاعل بالمعنى ، نحو قوله تعالى : (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) ـ ٤٠ / ٧ ، اى ربنا وسع رحمتك وعلمك كل شىء ، واما مفعول فى المعنى دون المنصوب قبله ، نحو قوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) ـ ٢٠ / ١٠٤ ، اى رب زد علمى ، وقولك : ملات الحوض ماء ليس كذلك ، فهما مفعولان.
٢ ـ ان الفعل يعدى اليه بنفسه وبمن والباء ، نحو قوله تعالى : (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) ـ ٧٢ / ٨ ، (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) ـ ٣٨ / ٨٥ ، وقول على عليهالسلام : قاتلكم الله لقد ملاتم قلبى قيحا ، وقوله الاخر فى كتاب له الى معاوية : فرارا من الحق وجحودا لما هو الزم لك من لحمك ودمك مما قد وعاه سمعك وملى به صدرك ، وقوله فى وصف الملائكة : وملا بهم فروج فجاج السماء ، ولو كان تمييزا امتنع دخول الجار عليه لانهم صرحوا بامتناع دخول الجار على التمييز المحول الى الفاعل او المفعول.
٣ ـ ان تمييز النسبة حيثية من حيثيات المنسوب اليه كما مر بيانه ، والمنصوب الثانى بعد هذا الفعل ليس كذلك ، وهذا ظاهر فى الامثلة المذكورة.
فهذا الفعل من الافعال التى تتعدى الى المفعول الثانى بنفسه او بالحرف ، نحو قوله تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) ـ ٧٦ / ٢١ ، (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى