اقول : هذا البيت للشاطبى المتوفى ٥٩٠ قاله فى صدر منظومته فى القراءات والتجويد ، وكون رحمانا او رحيما حالا يشعر بتخصيص لا يليق به تعالى ، لانه عزوجل تبارك وتعالى يرحم او يلعن ، نعم كون رحيما حالا لرحمانا كما قال ابن هشام لا باس به لان معناه انه تعالى رحمان حال كونه رحيما ، اى رحمتاه العامة والخاصة تجتمعان ، ولكن كون رحمان علما اول الكلام ، بل كون الله علما خاليا عن معنى الوصف اول الكلام ، والبحث فى موضعه.
الخامس : ان الحال تتقدم على عاملها وصاحبها ، وقد مر امثلتها فى مبحث الحال بخلاف التمييز ، ولكن جاء فى الشعر نادرا وذلك للضرورة كما فى هذه الابيات.
انفسا تطيب بنيل المنى ٣١١ |
|
وداعى المنون ينادى جهارا |
اذا المرء عينا قرّبا لعيش مثريا ٣١٢ |
|
ولم يعن بالاحسان كان مذمّما |
رددت بمثل السيد نهد مقلّص ٣١٣ |
|
كميش اذا عطفاه ماء تحلّبا |
ضيّعت حزمى فى ابعادى الاملا ٣١٤ |
|
وما ارعويت وشيبا راسى اشتعلا |
فهنّ اسلن دما مقلتى ٣١٥ |
|
وعذّبن قلبى بطول الصدود |
السادس : ان الحال تكون مؤكده لعاملها ، نحو (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) ـ ٢ / ٦٠ ، وقد مر ذكره فى مبحث الحال ، قالوا : ولا يكون التمييز مؤكدا.
اقول : ياتى مؤكدا فى باب اسم التفضيل ، كقوله تعالى : فى آيات كثيرة : (أَهْدى سَبِيلاً) و (أَضَلُّ سَبِيلاً) ، لان الهدى والضلال يدلان على السبيل ، فلذا جاء فى آيات كثيرة بدون ذكر التمييز ، نحو قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٦٧ / ٢٢.
الامر السادس
الاصل فى الحال الاشتقاق وفى التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان فتاتى الحال