الامر الثانى
قد قلنا ان الاسم المتقدم لا يكون الا منصوبا ، ولكن الضمير الراجع اليه قد يكون مجرورا بالحرف ، نحو قوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) ـ ٧٦ / ٦ ، (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ـ ٧٦ / ٣١ ، ونحو زيدا مررت به ، او مجرورا بالاسم ، نحو قولك : زيدا رايت راسه وعمرا هدمت داره.
ويشكل ان يكون هذا من باب الاشتغال مع ان الاسم المتقدم لا عامل له ، لان من شرط هذا الباب ان يكون العامل المقدر من سنخ المذكور وان يجوز اعمال المذكور فى الاسم المتقدم لو لا ضميره ، والفعل المتعدى بالحرف لا يعمل بنفسه ، فلا يعمل مررت مثلا فى زيدا ، ولا يقال : مررت زيدا ، مع اختلال المعنى فى كثير من الموارد ، فلا يقال : يشرب عينا اذ العين ليست مشروبة ، بل المشروب ماءها ، ولا يصح هدمت عمرا لان المهدوم داره.
والعلاج باحد امرين : الاول ان يقدر مشابه الفعل المذكور مما لا يخل تقديره بالمعنى ولا بالقواعد ، فيقدر فى زيدا مررت به : جاوزت زيدا مررت به ، وفى اباك غفر الله له : رحم الله اباك غفر الله له ، وفى عينا يشرب بها عباد الله : يشاهدون عينا يشربون بها ، وفى الظالمين اعد لهم عذابا اليما : عذب الظالمين اعد لهم عذابا اليما ، وهكذا ، فيخصص الشرط فى هذه الموارد بكون المقدر مشابه المذكور.
والامر الثانى للعلاج ان يقدر عامل من سنخ الفعل المذكور مع اعادة الجار ، فيقال : فى زيدا مررت به : مررت بزيد مررت به ، وفى عمرا هدمت داره : هدمت دار عمرو هدمت داره ، وفى الظالمين اعد لهم : اعد للظالمين اعد لهم ، وهكذا ، فعلى هذا لا يخصص الشرط المذكور.
ثم من الافعال ما يتعدى بالحرف وبنفسه فلا حاجة الى العلاج ، بل يقدر نفس الفعل لكونه ذا الوجهين ، نحو زيدا رضيت عنه ، فتقول : رضيت زيدا رضيت عنه ،