٤١ / ٢٦ ، (وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) ـ ٦٣ / ٤.
ويتعدى الى صاحب الصوت بنفسه ، نحو قوله تعالى : (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) ـ ٢٦ / ٧٢ ، والتقدير : هل يسمعون قولكم ، لان السمع لا يتعلق بالذات بل بالحدث المسموع ، وامكن ان يكون التقدير : هل يسمعونكم تقولون ، فهذا اذن من القسم الآتى ، ومثلها (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) ـ ٣٦ / ٢٥ ، اى فاسمعوا قولى ، او فاسمعونى اقول لكم ، واما قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) ـ ١٠ / ٤٢ ، فبتضمين معنى التوجه والاقبال فلذا تعدى بالى.
ويتعدى الى صاحب الصوت بمن مع تعديه الى الصوت بنفسه ، نحو قوله تعالى : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً) ـ ٣ / ١٨٦ ، وهذا الاسلوب اصرح تطبيقا على المعنى الواقع من غيره.
ويتعدى الى صاحب الصوت بنفسه والى الصوت فى صياغ الجملة ، نحو قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) ـ ٣ / ١٩٣ ، (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) ـ ٢١ / ٦٠ ، والظاهر انهما مفعولا سمعنا ، كما هو الشان فى راى فى نحو قوله تعالى : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) ـ ٧ / ١٩٨.
وقيل : ان الجملة الفعلية حال لمناديا ولفتى لا مفعول ثان ، وهذا خطا ، لان تعلق السمع بالاصالة بالحدث المسموع ، وذكر الذات اولا توطئة ، وتقدير المعنى : اننا سمعنا نداء مناد للايمان.
وقال ابن هشام فى ثانى المغنى فى الجملة الثالثة من الجمل التى لها محل من الاعراب : ان راى البصرية وسائر افعال الحواس انما تتعدى لواحد بلا خلاف الاسمع المتعلقة باسم عين ، نحو سمعت زيدا يقرا ، فقيل : سمع هذا متعد لاثنين ثانيهما الجملة ، وقيل : تعدى الى واحد والجملة حال ، فان تعلق بمسموع فمتعد لواحد اتفاقا ، نحو (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ) ـ ٥٠ / ٤٢ ، انته.