من بين المؤمنين على ما يشعر به صدر الآية ، وامكن ان يكون المعنى هو صالح لامور المؤمنين ، ثم قالوا : ان اريد من اسم التفضيل ما ذكرنا وجب مطابقته ، فيقال : زيد احسن اخوته ، والزيدان احسنا اخوتهما ، وهند فضلى اخواتها ، وهكذا ، وليس من هذا الباب قوله صلىاللهعليهوآله : انا افصح من نطق بالضاد لان المراد فصاحة العرب ، اى انا افصح العرب ، وليس المراد انا افصح الناس كائنا ممن نطق بالضاد.
الحكم السادس
يعمل اسم التفضيل فى الفاعل كمامر ، وفى غيره من بعض المعمولات ، ودونك امثلتها.
١ ـ : عمله فى المفعول به ، نحو قوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) ـ ٦ / ١٢٤ ، فان حيث مفعول به لا مفعول فيه كما توهم لان المراد انه تعالى اعلم بالموضع الذى يجعل فيه رسالته ، لا ان اعلميته فى ذلك الموضع ، وكقول الشاعر :
فلم ار مثل الحىّ حيّا مصبّحا |
|
٤٨٠ ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا |
اكر واحمى للحقيقة منهم |
|
٤٨١ واضرب منّا بالسيوف القوانسا |
ومن ذلك قوله تعالى :(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) ـ ٦ / ١١٧ ، ولا ملزم لتقدير الباء على من ، ولا يصح ان يكون مفضلا عليه لما قلنا فى الحكم الخامس.
٢ ـ : عمله فى الجار والمجرور ، نحو قول على عليهالسلام : اقدر الناس على الصواب من لم يغضب ، ابعد الناس عن الصلاح المستهتر باللهو ، انصح الناس لنفسه اطوعهم لربه ، اعلم الناس بالله ارضاهم بقضائه ، ادل شىء على غزارة العقل حسن التدبير ، اشبه الناس بانبياء الله اقولهم للحق واصبرهم على العمل به.
٣ ـ : عمله فى الحال ، نحو هذا بسرا اطيب منه رطبا ، وقدمر فى مبحث الحال ، ونحو افضل الناس اعملهم مخلصا.