فلا ، واما باذنه تعالى وامداده فنعم ، فانه قد نطق به التنزيل وجاء فى الحديث ، كما ان غيره عالم وحى ومتكلم و..... ، ولكن بغيره لا بذاته.
والحاصل انه تعالى منزه عن وصمة الامكان ، كائن بذاته ، صفاته عين ذاته ، وفعله لا يتوقف على غير ذاته ، وغيره مقيد بقيود الامكان فى الثلاثة ، واما المفهوم فيعم الذاتى وغيره.
ومن الواجب ايضا ان يكون المفضل من افراد المفضل عليه بحسب المفهوم ان اضيف اسم التفضيل ، فلا يقال : زيد اقوى النسوان ، بل يقال : اقوى من النسوان ، ولا يقال : يوسف احسن اخوته ، بل يقال : احسن من اخوته ، ولا يقال : الله اعلم عباده ، بل يقال : اعلم من عباده ، ولا يقال : هذه المنارة ارفع الجبال ، بل يقال : ارفع من الجبال ، وهكذا ، فان روعى هذا الشرط فلا فرق فى اتحاد الالفاظ فى المادة بين المفضل والمفضل عليه او اختلافها ، نحو عالمنا اعلم العلماء ، زيدا علم العلماء ، زيد اسبق العلماء ، الله ارحم الراحمين وهو خير الراحمين وخير الرازقين.
تنبيه
قيل : يجوز ان يضاف اسم التفضيل وان لم يكن المفضل من افراد المضاف اليه بان يراد بالاضافة الانتساب فقط ، ويقدر المفضل عليه ما هو اعم من المذكور ، فالاضافة حينئذ لبيان الانتساب ، نحو يوسف احسن اخوته ، والتقدير : يوسف احسن الناس كائنا من اخوته الذين هم بنوا يعقوب ، ويجوز هذا القصد ايضا ان كان من افراده ، نحو نبينا صلىاللهعليهوآله افضل قريش ، اى هو افضل الناس كائنا من قريش ، وهذا نظير الاوصاف التى يراد منها الانتساب ، نحو زيد متكلم القوم ، اى هو يتكلم من بينهم مع كل احد ، لا انه يتكلم مع القوم ، ونحو فلان مصارع مصر ، اى هو من بين اهل مصر يصارع الابطال ، لا انه يصارع اهل مصر ، وامكن ان يكون من ذلك قوله تعالى : (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) اى هو يصلح ان يكون مولى لرسول الله