تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ـ ٣٠ / ٢٧ ، اى لو فرض صعوبة عليه تعالى فى خلق الخلائق كما هو ظن غير العارفين به فالاعادة اقل صعوبة من الابداء.
ثم قد يستعمل اسم التفضيل للتنزيه لا لتفضيل شىء على شىء فى وصف ، نحو الله اكبر ، فقد ورد فى الحديث : ان معناه الله اكبر من ان يوصف ، ومادة الكلمة تدل على علة التنزيه اى هو منزه عن الوصف لكبريائه ، ونظيره الله اكرم من ان يعذب عبده مرتين ، اى هو منزه عن ذلك لكرمه ، ومنه قولهم : فلان اعقل من ان يكذب ، اى منزه عن الكذب لعقله ، وتقدير المفضل عليه بان يقال : الله اكبر من كل شىء ، واكرم من المعذبين عبيدهم مرتين ، وفلان اعقل من الكاذبين ممكن ، ولكن يفوت معنى التنزيه ، وهو المراد ، وقد يضاف اسم التفضيل الى شىء ليس له اشتراك مع الموصوف لا فرضا ولا واقعا ، نحو فلان اعلم البلد ، وفلان اشجع هذا الزمان ، وهو بتقدير مضاف آخر بينهما ، اى اعلم علماء البلد واشجع شجعان هذا الزمان ، او اشجع الشجعان فى هذا الزمان ، او الاضافة الى الظرف بلا تقدير شىء ، والمفضل عليه مطوى.
الحكم الخامس
من الواجب ان يكون المفضل والمفضل عليه مصداقين لمفهوم ما وقع به التفاضل ولو فرضا كما ذكرنا ، فلا اشكال فى قوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ، وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وامثالهما ، نحو (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) واقدر القادرين واكرم الاكرمين ، وهو اقدر من كل قادر ، واكرم من كل كريم ، واقرب من كل قريب ، لان اشتراك غيره انما هو فى المفهوم لا فى الحقيقة ، وانما الشرك هو اعتقاد اشتراكه معه تعالى فى الحقيقة.
ان قلت : هل من خالق ورازق غير الله؟ قلت : اما بالاستغناء والاستقلال