اقول : ان تخلف اسم التفضيل عن هذا الشرط الاخير كثير ، نحو قول على عليهالسلام : احمق الناس من ظن انه اعقل الناس ، وقولهم : فلان احمق من هبنقة ، وهبنقة لقب لذى الودعات يزيد بن ثروان ، يضرب به المثل فى الحمق ، وهبنق وهبنقة يستعملان ايضا بمعنى احمق وحمقاء ، ونحو ما فى هذه الابيات.
ابعد بعدت بياضا لا بياض له |
|
٤٩٠ لانت اسود فى عينى من الظلم |
اذا الرجال شتوا واشتدّا كلهم |
|
٤٩١ فانت ابيضهم سربال طبّاخ |
جارية فى درعها الفضفاض |
|
٤٩٢ ابيض من اخت بنى اباض |
ومن ذلك قوله تعالى : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) ـ ٢ / ٢٠٤ ، اى اشد الخصام فى الخصومة ، والد فى هذه الآية اسم تفضيل بلا كلام ، مع انه يستعمل صفة مشبهة ، ومونثه لداء ، وجمعه لد ، كما فى قوله تعالى : (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) ـ ١٩ / ٩٧ ، اى اشداء فى الخصومة.
وقال الرضى فى شرح الكافية : ان العيوب الباطنة يبنى منها افعل التفضيل ، نحو فلان ابلد من فلان واجهل منه واحمق وارعن واهوج واخرق والد واشكس واعيى واعجم وانوك ، مع ان بعضها يجئ منه افعل لغير التفضيل ايضا كاحمق وحمقاء وارعن ورعناء واهوج وهوجاء واخرق وخرقاء واعجم وعجماء وانوك ونوكاء ، انته ، وهذا المقدار يكفى للقياس ، فالاولى رفض هذا الشرط ايضا ، ولا داعى لتطويل المباحث والاسهاب بلا استهاب ، فالشروط اذن اربعة برفض الاربعة الاخيرة.
ثم ان لم يكن فعل واجدا لتلك الشرائط يؤتى بنحو اقوى واضعف واكثر واقل واعظم واحقر واكبر واصغر واحسن واشد ويؤتى بمصدر ذلك الفعل بعده تمييزا ، فيقال مثلا : هذا اسرع دحرجة من ذاك وهذا اشد حمرة من هذا ، وكذا فى صيغتى التعجب ، ويجوز مع وجدان الشرائط ان يصاغ هكذا ايضا كما شوهد فى بعض الامثلة وفى آيات كثيرة.