ـ ٤٣ / ٤٣ ، والباء المتعلقة بالايمان والكفر وما يؤدى معناهما ايضا للالصاق ، وكقول الشاعر :
سقى الله ارضا لو ظفرت بتربها |
|
٦١١ كحلت بها من شدّة الشوق اجفانى |
والباء فى نحو مررت بزيد للالصاق المجازى لان جسم المار يلصق بمكان يقرب من الممرور به لا به نفسه ، وكذا ان استعمل مع على فللاستعلاء المجازى لان المار يستعلى على مكان كذلك ، وهذه المادة استعملت مع كلا الحرفين.
المعنى الثانى : التعدية ، وتسمى باء النقل ، نحو قوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) ـ ٢ / ١٧ ، (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) ـ ٢٣ / ٢٠ ، وقرئ من باب الافعال فالباء للتاكيد ، وجاء انبت لازما ايضا ، كقول الشاعر :
رايت ذوى الحاجات حول بيوتهم |
|
٦١٢ قطينا لها حتّى اذا انبت البقل |
المعنى الثالث : الاستعانة ، نحو قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ، (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ) ـ ١١ / ٨٨ ، (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ) ـ ٧ / ١٢٨ ، ولا يلزم التكرار ، لان ما فى الفعل استعانة المستعينين ، والباء تفيد استعانة المستعان ، وهذه المادة تتعدى ايضا بنفسه ، نحو قوله تعالى : (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ـ ١ / ٥.
قالوا : كل باء داخلة على آلة الفعل فهى للاستعانة نحو كتبت بالقلم ونجرت بالقدوم ، وسافرت بالطيارة ، وقطعت بالسكين وفتحت الباب بالمفتاح ، ورصدت الكواكب بالمنظار.
اقول : الاولى ان تكون السببية لان الطبع يا بى ان يقول الانسان : جعلت القلم معينى للكتابة ، ولان الاستعانة طلب العون والطلب الحقيقى انما هو من ذى الشعور ، اللهم الا ان يراد به المجاز.
واما قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) ـ ٢ / ٤٥ ، ان اريد بهما العبادتان فالباء سببية ، اى استعينوا الله بسبب هاتين العبادتين ، وان اريد بهما رجلان فالباء للاستعانة.