أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) ـ ٩ / ١١١ ، (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) ـ ١٢ / ٢٠ ، ونحو اشتريت هذا الثوب بدرهم ، وبعت هذا الكتاب بدرهمين.
المعنى الثامن : البدلية ، والفرق بينها وبين المبادلة انها بين شيئين لاثينن والبدلية بين شيئين لواحد ، نحو قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ) ـ ٢ / ١٧٥ ، (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) ـ ٣ / ١٧٧ ، وكما فى هذين البيتين.
فليت لى بهم قوما اذا ركبوا |
|
٦١٦ شنّوا الاغارة فرسانا وركبانا |
انّ الّذين اشتروا دنيا بآخرة |
|
٦١٧ وشقوة بنعيم ساء ما فعلوا |
والباء بهذا المعنى تطرد مع مادة الفدية والبدل ، نحو قوله تعالى : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ،) ـ ٧٠ / ١١ ، وقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) ـ ٢ / ١٠٨ ، (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) ـ ٢ / ٦١ ، ومن ذلك قولهم : بابى انت وامى ، اى انت مفدىّ بابى وامى ، وهذه الجملة تستعمل كناية عن كمال المحبة.
المعنى التاسع : المجاوزة ، اى بمعنى عن ، نحو قوله تعالى : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) ـ ٢٥ / ٥٩ ، اى فاسال خبيرا عن الله تعالى وصفاته ، لان السؤال الاستخبارى يتعدى الى المفعول الثانى بعن ، نحو قوله تعالى : (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) ـ ٣٣ / ٢٠ ، وكقول الشاعر :
فان تسالونى بالنساء فانّنى |
|
٦١٨ بصير بادواء النساء طبيب |
واما الباء فى قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) ـ ٧٠ / ١ ، فليست بمعنى عن ، بل زيدت للتاكيد ، لان السؤال طلبى ، وهو يتعدى الى المفعول الثانى بنفسه ، نحو قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) ـ ٣٣ / ٥٣ ، والتقدير : سال سائل الله عذابا واقعا ، لانه اشارة الى القول المنقول فى سورة الانفال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا