ما غفل عنه الآخر فتنازعا.
٦ ـ ما يتعلق بمادة الاخذ ، نحو قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) ـ ٧ / ١٧٢ ، (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) ـ ٣٣ / ٧ ، (لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٤ / ١٤٤.
قال ابن مالك : من فى اخذته من زيد بمعنى عن ، وقال ابن هشام : الظاهر انها للابتداء ، اقول : كلاهما قالا حقا ولكن كل منهما غفل عما ادرك الآخر ، وبيان ذلك ان المجاوزة على قسمين ، احدهما يجتمع مع الابتداء ، بل لاابتداء الا ومعه مجاوزة باعتبار ، ولذا اشتبه على كثير منهم فاخذوا من فى بعض الموارد بمعنى عن واخذوا عن فى بعض الموارد بمعنى من ، مع ان كلا منهما واجد لكلا المعنيين فى جميع تلك الموارد ، وياتى بيان ذلك فى معانى عن.
ثم ان من النشوية ليست محصورة فيما ذكرنا ، بل تجدها فى كثير من المواضع المختلفة ، فان ملاكها ان تفيد معنى البدائة ولا تقع الى فى قبالها ، نحو قوله تعالى : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) ـ ١٣ / ١١ ، اى حفظهم ناش من امره تعالى ، ولا حاجة الى ان يقال : ان من فى هذه الآية بمعنى الباء ، وان قلنا فهو حق ايضا.
المسالة الثانية
من الاساليب الغريبة ما فى رواية ابن عباس : ان رسول الله كان مما يقول لاصحابه : من راى منكم رؤيا فليقصها اعبرها له ، ورواية براء بن عازب : كنا اذا صلينا خلف رسول الله مما نحب ان نكون عن يمينه ، ورواية ابن عباس : كان رسول الله يعالج من التنزيل شدة اذا نزل عليه الوحى وكان مما يحرك لسانه وشفتيه ، ورواية ابى موسى : كان النبى كثيرا مما يرفع راسه الى السماء ، ورواية سمرة بن جندب : كان رسول الله مما يكثر ان يقول لاصحابه : هل راى احد منكم رؤيا ، وما فى البيتين.