سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) ـ ٧ / ٥٧ ، ونحو قولك : اكلت حتى شبعت.
ثم ان العلة الغائية اما اصلية او غير اصلية ، وكل منهما اما تمام الغرض او جزئه ، فلا تغفل فتحسب فى كل مورد انها تمام الغرض وقد شرحنا اقسام العلل فى تعليقتنا على شرح التجريد للعلامة الحلى رضوان الله عليه.
الامر السادس
قيل : ان حتى جاءت بمعنى الا فى موارد.
١ ـ : قوله تعالى : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) ـ ٢ / ١٠٢ ، لان قولهما ذلك مقدم على التعليم ، والمقدم لا يكون غاية للمؤخر ، فالمعنى : وما يعلمان من احد الا ان يقول الخ ، وهذا خطا لان ما بعد حتى غاية لعدم التعليم لا للتعليم.
٢ ـ : قوله صلوات الله عليه وآله : كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون ابواه هما اللذان يهودانه او ينصرانه ، لان ما بعد حتى اى زمن تهويد الابوين او تنصيرهم للولد مفصول عن زمن الولادة بكثير ، فلا يكون التهويد او التنصير غاية لها لوجود الفصل ، فحتى بمعنى الا ، وهذا خطا ، لان المعنى : كل مولود يولد على الفطرة ويبقى على مقتضاها حتى يكون ابواه الخ ، مع ان معنى الاستثناء لا يستقيم الا مع هذا التقدير ، اذ ولادة كل مولود على الفطرة لا تقبل الاستثناء ، بل البقاء على مقتضى الفطرة يقبله ، فلابد ان يقال على فرض الاستثناء : كل مولود يولد على الفطرة ويبقى على مقتضاها الا ان يكون ابواه الخ ثم ان ابن هشام رد كون حتى بمعنى الا فى الآية والحديث ، وقال : نعم انه ظاهر فى هذين البيتين.
ليس العطاء من الفضول سماحة |
|
٦٤١ حتّى تجود وما لديك قليل |
والله لا يذهب شيخى باطلا |
|
٦٤٢ حتّى ابير مالكا وكاهلا |