ضمير مستتر فيها راجع الى كلمة ، وهى تمييز له تفسره ، وليست فاعلة للفعل على حسب الصناعة لان كل فاعل مرفوع ، وليس من هذا الموضع : نعم رجلا كان زيد بل من المواضع الاخرى وياتى بيانه ، ولا نحو قوله تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) ـ ٧ / ١٧٧ ، و (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) ـ ١٨ / ٥٠ ، كما ذهب اليه ابن هشام ، لان القوم فاعل ساء ومثلا تمييزه وليس فى ساء ضمير ، وفى بئس ضمير يرجع الى ابليس المذكور قبله وبدلا تمييزه ، والالتزام بالمرفوعين بعد هذه الافعال فى جميع الموارد مع صحة الكلام بمرفوع واحد وتمييز قبله او بعده لا ملزم له.
٢ ـ : ان يكون الضمير مرفوعا باول المتنازعين المعمل ثانيهما ، نحو ضربنى وضربت زيدا ، فان فى ضربنى ضميرا يرجع الى زيدا ، ولولاه بقى الفعل بلا فاعل ، وزيدا مؤخر عن ضميره لفظا وهو ظاهر ، ورتبة لان الجملة المعطوفة مؤخرة رتبة عن الجملة المعطوف عليها ، ومنه قول الشاعر :
جفونى ولم اجف الاخلّاء انّنى |
|
٧٨٧ لغير جميل من خليلى مهمل |
وليس من هذا الموضع نحو اكل ونام زيد ، وجهل وعلم رجلان ، لان زيد فاعل الفعلين ، وكل من الرجلين فاعل لكل من الفعلين ، ومبحث تنازع العاملين مر فى المقصد الاول.
٣ ـ : ان يكون ضمير الشان والقصة ، والكوفيون يسمونه ضمير المجهول ، وهو المسند اليه جملة مذكورة بعده ، وهذا الضمير راجع الى مضمون تلك الجملة ، ولذلك سمى بضمير الشان والقصة ، وتسميته بضمير المجهول لان مرجعه مجهول فى اول الامر لعدم ذكره قبله.
نحو قوله تعالى : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ ٢١ / ٩٧ ، (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) ـ ٦٤ / ٦ ، (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ