ان الشمس لتقرب يوم القيامة من الناس حتى ان بطونهم لتقول : غق غق ، دب دب : حكاية صوت الدبداب ، حبطقطق : حكاية صوت حوافر الخيل عند الجرى ، ونحو غاق غاق او غار غار : حكاية صوت الغراب ، شيب : حكاية صوت مشافر الابل عند الشرب ، ماما : حكاية صوت الظبية حين تدعو ولدها ، خاز باز : حكاية صوت الذباب ، ونحو قاه قاه : حكاية صوت الضحك ، عيط وعاط مفردا ومكررا : حكاية صوت الصبيان او المجانّ اذا تصايحوا فى اللعب ، طيخ : حكاية صوت الضاحك ، ياع ياع ويع يع : حكاية اصوات القوم اذا تداعوا فى الحرب او الخصومة او غيرهما ، خاق باق حكاية صوت ابى عمير فى زرنب الفلهم ، تغن تغن وققن ققن وآها آها كلها حكاية صوت الضحك ، قال الشاعر.
آها آها عند زاد القوم ضحكتكم |
|
٩٣١ وانتم كشف عند الوغى خور |
واعلم ان هذه الالفاظ يقال لها اسماء الحكاية ، لانها الفاظ يتلفظ بها السامع لتلك الاصوات على سبيل حكايتها ، وليست موضوعة لمعان ، ولا تختص بلغة العرب ، بل يفعلها اهل كل لغة حسب لهجتهم ، وهى مبنية على السكون او الكسر سواء اتلفظ بها بوحدتها ام فى تركيب الكلام ، كما وقع آها آها مبتدا فى البيت المذكور ، وان شئت فقل : خبر مقدم ، وكما تقول : اسمع خاز باز ، او قاه قاه ، وهى جامدة غير متصرفة ، لا تحمل ضميرا ولا تثنى ولا تجمع ولا تصغرو لا تنسب ، وقد يجعل منها فعل ، نحو قهقه الرجل ، وطقطقت الحجارة.
ولا يخفى ان هذه الالفاظ غير الاسماء الموضوعة للاصوات ، نحو الخوار لصوت البقر ، والضبح لصوت نفس الفرس عند العدو ، والهمس لصوت حركة الانسان ، والصياح لصوت كل شىء اذا اشتد ، والصراخ للصياح عند المصيبة ، واللغط لاصوات مرتفعة مخلوطة ، والهتاف لصوت الداعى ، والرنين لصوت المريض او المكروب ، والفخيخ لصوت النائم ، والصهيل لصوت الفرس ، وغير ذلك على كثرتها من اسماء وضعت لاصوات الجمادات والنباتات والحيوانات والاناسى وغيرها من الارضيات