العربى ، والعربى لا يحتاج الى تعلم لغته حتى يؤمر به ، ولكن يحتاج الى تلك العلوم ، ولا التقدير : تعلموا العلوم العربية ، اذ لا يصح نسبة هذه العلوم الى العرب كما لا يصح اضافتها اليهم بان يقال لها : علوم العرب لان العرب لم تشم منها شيئا ، بل كانت تتكلم بلغتها حسب الطبع والغريزة والاستماع من اهل لهجته ، وتلك العلوم حدثت بعد الاسلام بالهام ملهمها ، فالصواب اضافتها الى اللغة المنسوبة الى العرب ويويد ما قلت تسمية الزمخشرى كتابه فى النحو بالمفصل فى علم العربية.
الامر الثانى
ان هذا الحديث الصادر عن بيت الوحى يدل على وجوب تعلم تلك العلوم التى بها يصير الانسان عارفا باللغة العربية الصحيحة ، اى لغة القرآن وما جرى مجراه من كلمات النبى صلىاللهعليهوآله والاوصياء عليهمالسلام والامر كذلك بتا وقطعا : لان اليقين ودفع الشك بنبوه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يتوقف على برهان نبوته ، وبرهان نبوته اليوم هو القرآن ، لانه المعجزة الباقية التى تنالها ايدى الناس ، وليس برهانا لاحد الا ان يفهم ان لفظه فوق مراتب الالفاظ ومعناه فوق مراتب المعانى ، كما شرحنا ذلك يسير شرح فى كتابنا (عقائد الانسان) ، ولا يدرك ذلك الا بعلوم لغة العرب حتى لمن كان لسانه عربيا.
والى هذا البيان اشار الامام عليهالسلام بقوله : فانها كلام الله الذى يكلم به خلقه ، اى لا يعلم احد ان القرآن كلام الله وان من اتى به مبعوث من عند الله الا ان يعرف الفاظه ومعانيه ويتفكر فى حقائقه ومغازيه ، ولا يتيسر ذلك الا بعلوم لغة العرب التى تكلم بها الله جل شانه فى كتابه.
واما دفع الشك وتحصيل اليقين بنبوته فحكم عقلى لا يرتاب فيه ذو مسكة اقر بالخالق المتعال سواء انشأ فى الاسلام ام فى غيره ، وحصول اليقين بها فى هذا الزمان من غير طريق التعلم والتفكر غير مسموع ممن ادعاه ، والعلم التصورى بانه صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول الله ، ثم الاقرار بذلك فى جمع الاسلام كما يشاهد