فى كثير بل اكثر لا يسمن ولا يغنى من جوع ، ولا يوجب فكاك الرقبة من ايدى ملك المسائلة فى اول ذخول القبر ، ولا يكون ايمانا حتى ينفعه فى الاخرة.
فالعاقل يرجع الى وجدانه ويتعرف عن نفسه هل عنده يقين بذلك ام لا ، فان الامر خطير والاعذار فى هذا المضمار عند الله غير مقبولة ، وعلامة العلم واليقين عدم احتمال النقيض ، والا فهو شك او ظن ، وان الظن لا يغنى من الحق شيئا. وكيف بالشك ، وعدم تاثير تشكيك مشكك ، والا فهو تقليد ، ولا ايمان حينئذ بالرسول ، بل آمن بمن قلده فقبل منه ما اصدره ، كما شوهد فى كثير من الناس اذا راى باطلا او ظلما من عالم او داع الى الدين انكر الدين او تشكك فيه من غير تعقل وتفكير ، وليس ذلك الا لعدم معرفته بالدين ومن اتى به.
وغير خفى ايضا ان الامر فى الايات بالتفكر والتعقل والتدبر فى القرآن لا يمكن امتثاله الا بعد العلم والعرفان به ، وان كان الامر بالقراءة يمتثل بنفس القراءة ، ولكن لا تنس قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا خير فى قراءة لا تدبر فيها.
ثم تفكر فى كلام سيد الاوصياء عليهالسلام : افيضوا فى ذكر الله فانه احسن الذكر ، وارغبوا فيما وعد المتقين فانه اصدق الوعد ، واقتدوا بهدى نبيكم فانه افضل الهدى ، واستنوا بسنته فانه اهدى السنن ، وتعلموا القرآن فانه احسن الحديث ، وتفقهوا فيه فانه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور ، واحسنوا تلاوته فانه انفع القصص ، ثم انظر الى لا دينية اكثر من انتمى الى الاسلام وعدم تحاشيهم عن الفساد والافساد والمعاصى والمنكرات ، وليس ذلك الا لعدم علمهم بالقرآن وتعاليمه ، وما ندب فيه ربهم اليه من محاسن الاعمال ومكارم الاخلاق ، وما ذكره فى آيات البشارة والانذار ، والمنع بالقهر لا يدوم ، وان نفع قليلا فلا نفع له فى الاخرة وهى المهمة ، فالطريق الصحيح الاساسى هو تعلم كتاب الله.
ولا ينفع الاعتقاد التقليدى عن الاباء والعلماء والاجتماع ، ولا قيمة للاعمال