مع هذا الاعتقاد ، بل يوجب خروج الانسان عن هذه الدار الى دار القرار بلا ايمان ، وينتج دوام العذاب والخسران كما شهد بذلك القرآن والحديث والعقل والاجماع.
ثم ان كثيرا من الناس حمر مستنفرة فرت من قسورة ، اذا ذكر عندهم تحصيل العلم بكتاب الله وبما جاء به من عنده رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول بلهجة موهنة : ما الآخوند ولا احب ان يصير ولدى آخوندا ، والمسكين لا يدرى ان العلم بالدين والمبدء والمعاد لازم بحكم العقل للآخوند وغير الآخوند ، وعنوان الآخوند والثياب الخاصة ليس مطرحا فى البين ولا دخل له فى الدين ، وقد قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، اى العلم الذى نزل من عند الله فريضة على كل من اقر بالله ، ولا يقبل عذر الجاهل بان يقول عند ربه فى موقف السوال والحساب : انا ما كنت آخوندا ، فليرجع الزعماء ابصارهم ليروا من اين حصل هذه النفرة والحماقة بين الناس.
الامر الثالث
ان علوم العربية اربعة عشر علما.
١ ـ اصل اللغة ، وهو علم يبين مفاهيم مفردات الكلمات من حيث المادة ، وصنف فيه كتب كثيرة كقاموس اللغة وصحاح اللغة والمصباح المنير وتاج العروس ولسان العرب ومفردات القرآن ومقائيس اللغة والمخصص وفقه اللغة والفائق والنهاية ومنتهى الارب واقرب الموارد والمنجد وغيرها على كثرته.
٢ ـ علم الاشتقاق ، وهو صياغ كلمة من كلمة اخرى مع وحدة المادة واختلاف الهيئة ، وهو فى الاكثر يذكر فى ضمن الصرف ، ولابى نصر الباهلى وابى الوليد المهدوى كتاب اشتقاق الاسماء.
٣ ـ علم الصرف وهو علم يبين بناء الكلمات اى هيئتها ، والفرق بينه وبين الاشتقاق ظاهر لان الصرف يقابل اصل اللغة فانه لبيان معنى مادة الكلمة ، والصرف