من الجمع المحلى بال مجازا كما هو كثير فى الكلام.
الثالثة : كما يقع كل تاكيدا يقع نعتا فيدل على كمال متبوعه ، ويجب اضافته الى اسم ظاهر مثله لفظا ومعنى كقول على عليهالسلام : العالم كل العالم من لم يمنع العباد الرجاء لرحمة الله ولم يؤمنهم مكر الله ، وقوله : العجب كل العجب بين جمادى ورجب ، وقولك : رايت رجلا كل رجل ، وقول الشاعر :
وانّ الّذى حانت بفلج دماؤهم |
|
١٠٣٧ هم القوم كلّ القوم يا امّ خالد |
الرابعة : يقع كل معمولا للعوامل كسائر الاسماء ، فيقع مبتدا وخبرا وفاعلا ونائبا عنه ومفعولا مطلقا ومفعولا فيه ومفعولا به ومجرورا بالحرف والاسم ، انظر فى الآيات واستخرج منها امثلتها.
الخامسة : كل من الاسماء الواجبة اضافتها ، ويجب ان يضاف الى ضمير متبوعه ان وقع تاكيدا كما شوهد فى الامثلة ، وجاء لفظه مكان ضميره فى هذا البيت وهو ضرورة.
كم قد ذكرتك لو اجزى بذكركم |
|
١٠٣٨ يا اشبه الناس كلّ النّاس بالقمر |
السادسة : كل يقطع عن الاضافة منونا ، ومر بيانه فى المبحث الاول ، ولا يقطع عن الاضافة ان كان للتاكيد ، واجاز بعضهم متمسكا بقراءة شاذة فى هذه الآية : قال الذين استكبروا انا كلا فيها ـ ٤٠ / ٤٨ ، والقراءة المشهورة : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) ، فكل مبتدا ، اى كلنا ، وقال ابن هشام : ان الاجود فى تلك القراءة ان تقدر كلا بدلا من اسم ان.
السابعة : ان لفظ كل لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، وقال صاحب لسان العرب : حكى سيبويه كلّتهنّ منطلقة ، ولكن يختلف ارجاع الضمير اليه ، فان اضيف الى النكرة فالاحسن الاكثر ارجاع الضمير اليه طبقا لما اضيف اليه ، نحو قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) ـ ١٧ / ١٣ ، (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ـ ٣ / ١٨٥ ، (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ـ ٣٠ / ٣٢ ، (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) ـ ٤٠ / ٥ ، والامة كالحزب اسم جمع ، يرجع اليها ضمير الجمع ، ويجوز ارجاع ضمير الافراد مؤنثا اليه باعتبار الجماعة ، ومثال المثنى والجمع المؤنث ما فى هذين البيتين.