قياسها عليها.
ثم قال : والثالث من معانى الا ان تكون عاطفة بمنزلة الواو فى التشريك فى اللفظ والمعنى ، ذكره الاخفش والفراء وابو عبيدة ، وجعلوا منه قوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ : فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي) ـ ٢ / ١٥٠ ،(يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) ـ ٢٧ / ١٠ ـ ١١ ، اى ولا الذين ظلموا بان يكون عطفا على الناس ، ولا من ظلم بان يكون عطفا على المرسلون ، وتاولهما الجمهور على الاستثناء المنقطع.
اقول : الحق مع الجمهور ، والا بمعنى لكن كما هو الشان فى الاستثناء المنقطع ، والذين ظلموا منهم مبتدا خبره فلا تخشوهم ، ومن ظلم الخ مبتدا خبره فانى غفور رحيم ، اى غفور له.
٢ ـ قال ابن هشام فى سادس المغنى : والحادى عشر من امور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها قولهم فى نحو قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ـ ٤ / ٣ : ان الواو نائبة عن او ، ولا يعرف ذلك فى اللغة ، وانما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين ، ثم نقل عن ابى طاهر حمزة بن الحسين الاصفهانى والزمخشرى جوابا عن الآية بان الواو فيها بمعناها وليست نائبة عن او.
اقول : خلاصة الجواب كما ذكرنا فى خاتمة مبحث الاسماء من كتاب الصرف ان هذه الاعداد المعدولة تدل على الجمع والتفريق ، اى ثبوت الحكم لكل منها اى لكل من العدد المجموع على حدته لامع الآخر ، فقولك : كل حبات العنب مثنى وثلاث معناه كل منها اثنيتن معا لا تضم اليهما غيرهما وكل منها ثلاثا لا تضم اليها غيرها ، وليس معناه : كل حبات العنب اثنتين وثلاثا لان هذا يدل على الجمع بين العددين ، والمراد تفريق كل عدد عن الآخر وجمع مضمونه فى نفسه فقوله تعالى : (فَانْكِحُوا