١ ـ قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) ـ ٨٨ / ٢١ ـ ٢٤ ، ان الظاهر عندى ان الاستثناء من مفعول ذكر المحذوف ، اى فذكر الناس الا من تولى وكفر لانه لا ينفعه التذكير لتوليه عن الحق وكفره العنادى كما بين فى آيات اخرى ان الانذار وعدمه سواء عليهم وان استغفارك لهم لا يقبل وان التذكير بالقرآن لمن يخاف وعيد وان الذكرى تنفع المؤمنين وغير ذلك من الآيات.
وقال ابن خروف : ان الاستثناء عن ضمير عليهم وهو منقطع ، ومن تولى مبتدا فيعذبه الله خبره كما مر آنفا فى الامر الثانى ، والمعنى على زعمه : لست على الناس بمصيطر ، لكن من تولى وكفر يعذبه الله.
٢ ـ قوله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ـ ٢٧ / ٦٥ ، ان الاستثناء متصل ، لان لفظ من بمفهومه يشمل الله وان لم يكن تعالى شانه من جنس غيره ، اذ قلنا : لا يشترط فى الاستثناء المتصل كون المستثنى داخلا فى جنس المستثنى منه ، بل اللازم كونه شاملا له بمفهومه ، واما تقيده بفى السماوات والارض فلا ينافى شانه تعالى لانه فى كل مكان وليس فى شىء من المكان بمحدود كما نطق به النبى الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال ابن هشام فى اواخر ثالث المغنى : ان من مفعول به والغيب بدل اشتمال عنه والله فاعل والاستثناء مفرغ ، والتقدير : لا يعلم الغيب الا الله ، وهذا تكلف مستغنى عنه ولا يلائمه اسلوب الكلام.
وقال ابن مالك : ان فى السماوات والارض ليس متعلقا باستقر المحذوف بل بفعل آخر هو يذكر بصيغة المجهول ، والتقدير : لا يعلم من يذكر فى السماوات والارض الغيب الا الله ، والاستثناء متصل لانه تعالى ممن يذكر فى السماوات و