مثال ذلك قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ـ ٤ / ٩٥ ، اى لا يستوى القاعدون والمجاهدون الا اولى الضرر فانهم يساوون المجاهدين ، لانهم يحبون الجهاد ولكن لا يقدرون فيثابون على نيتهم ، وقرئ غير بالرفع فنعت للقاعدون وبالنصب فحال لهم ، وقوله تعالى : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) ـ ٧ / ٩٥ ، قرئ غير بالرفع عطفا على محل الاه وبالجر عطفا على لفظه ، فهو نعت على الوجهين ، وبالنصب فهو حال.
وقد يحذف ما يضاف اليه ، وذلك اذا وقع بعد ليس اولا النافية ، فيجوز حينئذ بناؤه واعرابه ، وحصر ابن هشام تبعا لبعضهم فى ليس فقال : وقولهم لا غير لحن ، ونسبة اللحن منه خطأ ، راجع لبيانه تاج العروس.
مثال ليس : قبضت عشرة دراهم ليس غير ، يجوز رفعه فهو اسم ليس ، والتقدير :
ليس غير العشرة ماخوذا ، ونصبه ، فهو خبر ليس ، والتقدير : ليس الماخوذ غير العشرة ، وضمه فامكن تقديره اسما وخبرا كذلك ، وجملة ليس غير تؤخذ استينافا او نعتا او حالا حسب المناسبة لما قبلها.
مثال لا نحو رايت رجلين لا غير ، عندى رجلان لا غير ، مررت برجلين لا غير ، اى لا غير رجلين ، فلا عاطفة ، وغير تابع لما قبله فى الاعراب ، ويفيد فى الوجهين معنى الا ، فان قولك قبضت عشرة ليس غيرا ولا غير ، اى ما قبضت الا عشرة.
واما سوى فهو كغير ، ويجوز فيه سواء ، وضم السين وفتحها فى الصورتين ، نحو قول على عليهالسلام : ولا تكونوا كالمتكبر على ابن امه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما الحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد ، المراد بالمتكبر هو قابيل عادى اخاه هابيل بالحسد والتكبر فقتله ، وما بعد غير زائدة وقع بينه وبين ما يضاف اليه ، والمراد بالعظمة التكبر ، وسوى بمعنى الا ، وفى هذا الاستثناء ذم بصورة المدح ، وجاء عكسه فى هذا البيت.