يفقهوه ، وقيل : فى جعلناالخ معنى المنع ، اى منعناهم من ان يفقهوه ، (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) ـ ٤ / ١٧٦ ، اى لئلا تضلوا ، (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ـ ٢٢ / ٦٥ ، اى لئلا تقع ، (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ـ ٧ / ١٧٢ ، اى لئلا تقولوا ، وقيل فى هذه الآيات نظير ما قيل فى الآية الاولى من تقدير لفظ كراهة.
الامر الثانى ان المصدر المؤول والمصدر الصريح ليسا سواء فى كل شىء ، بل بينهما فرق فى المعنى وفرق فى الاستعمال ، واما فى المعنى فالمصدر الصريح له احكامه من الوحدة والجنس والخصوص والعموم وغيرها مما ثبت للاسماء ، واما المصدر المؤول فليست له هذه الاحكام ، بل له احكام الجملة من حيث الاسناد والمسند والمسند اليه ، واما افتراقهما فى الاستعمال ففى مواضع.
١ ـ يجوز فى المصدر المؤول حذف الجار وصيرورته منصوبا بنزع الخافض قياسا بخلاف المصدر الصريح ، ومر تفصيله فى المبحث العشرين من المقصد الاول.
٢ ـ يجوز ان يسد المصدر المؤول مسد جزئى الاسناد فى باب افعال القلوب كما مر فى المبحث الخامس من المقصد الاول ، ووقوع ان ومدخولها موقع جملة الشرط فى باب لو كما مر فى المبحث الرابع ، ووقوع ان ومدخولها موقع الجزءين فى باب عسى كما مر فى المبحث الرابع من المقصد الاول ، بخلاف المصدر الصريح فانه لا يقع فى هذه المواقع.
٣ ـ ان المصدر الصريح ينوب عن ظرف الزمان بخلاف المصدر المؤول ، تقول : جئتك طلوع الشمس ، ولا تقول : جئتك ان تطلع الشمس.
٤ ـ ان المصدر المؤول لا يفع مفعولا مطلقا ولا يوصف كالجملة بخلاف الصريح.
٥ ـ المصدر المؤول يقع موقع الجملة بعد حرف مصدرى آخر ، بخلاف الصريح ، نحو قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ