بصيغة الماضى لافادة انها امور متحققة فى احيان الدهر من دون نظر الى الزمن السابق على نزول الآية او الآتى بعده ، واتى تثير بصيغة المضارع لافادة ان الرياح حين وجودها ووجود السحاب متلبسة باثارتها اياه ، فلم يعبر بالخاضر عن الماضى ولا العكس.
الثالث قوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ـ ٣ / ٥٩ ، اتى بصيغة المضارع مع الفاء لافادة ان المخاطب بكن التكوينية متلبس بثوب الوجود بلا وقفة.
الرابع قوله تعالى : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) ـ ٢٢ / ٣١ ، اى من تلبس بالشرك فكونه كالخار من السماء امر متحقق ، ثم يتبلس بخطفة الطير او هوى الريح به فى مكان سحيق ، والكلام تمثيل لهلاكه المعنوى ، والآية صريحة فى عدم دخل المضى والحال والاستقبال فى ذلك.
الخامس قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) ـ ٢٨ / ٥ ـ ٦ ، اتى باستضعفوا وما كانوا لافادة ان الاستضعاف كان متحققا فى بنى اسرائيل لجور فرعون واصحابه ، وان الحذر كان متحققا فى فرعون واصحابه لاخبار المعبرين بابادة ملك فرعون ، واتى بصيغة المضارع فى سائر الافعال لافادة انه تعالى شرع واخذ بارادته فى تلك الامور ، فلم يعبر بالحاضر عن الماضى ولا العكس.
السادس قوله تعالى : (قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ) ـ ١٢ / ٧١ ـ ٧٢ ، اى نحن متلبسون بفقد ان الصواع ، وكذا تفقدون ، فلم يعبر بالحاضر عن الماضى.
السابع قوله تعالى فى غزوة احد : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ