هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ـ ٣ / ١٥٤ ، انظر الى الافعال فى هذه الآية الواحدة النازلة فى واقعة واحدة ، اتى بصيغة الماضى فيما اراد افادة انه متحقق ، وبالمضارع فيما اراد افادة تلبس الفاعل به ، والواقعة كانت قبل نزول الآية.
الثامن قوله تعالى : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ـ ٣٧ / ١٠٢ ، لم يقل ابراهيم : انى رايت فى المنام مع انه كان راى لئلا يخبر ان الذبح امر متحقق لا محالة ، بل اخبر انه متلبس بهذه الرؤية واجاب اسماعيل : افعل ما تؤمر به ، ولم يقل ما امرت به لذلك ايضا ، فحكى الله تعالى تحاورهما.
التاسع قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) الى قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) ـ ٨١ / ١ ـ ١٤ ، اى اذا تحقق تكوير الشمس وسائر الامور المذكورة تحقق علم كل نفس بما احضرت من دون نظر الى زمان الوقوع ، والقرينة القطعية تدل على ان ذلك فيما سياتى ، فلم يعبر بالماضى عن الآتى ، ومثلها سورة الانفطار والانشقاق والزلزال وغيرها.
العاشر قوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) ـ ٩ / ٤٠ ، انظر الى اذ فى المواضع الثلاثة ، والقوم قالوا : انها للزمن الماضى.
الحادى عشر قوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) ـ ٥ / ١٣ ، اى متلبسون بالتحريف متحققون بالنسيان مع ان كليهما سابق على نزول الآية.
الثانى عشر قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ