وان الحرف الزائد جئ به للتاكيد ، وعرف الرضى فى شرح الكافية الحرف الزائد بما لا يتغير به اصل المعنى بل لا يزيد بسببه الا تاكيد المعنى الثابت وتقويته ، ثم اورد عليه بانه يلزمهم على هذا ان يعدوا ان ولام الابتداء والفاظ التاكيد اسماء كانت او غير اسماء زوائد ، ولم يقولوا به.
ثم قال : قيل فائدة الحرف الزائد فى كلام العرب اما معنوية واما لفظية ، فالمعنوية تاكيد المعنى كما فى من الاستغراقية والباء فى خبر ما وليس ، واما الفائدة اللفظية فهى تزيين اللفظ وكونه بسبب الزيادة افصح او كون الكلمة والكلام بسببها مهياة لاستقامة وزن الشعر او لحسن السمع او غير ذلك من الفوائد اللفظية ، ولا يجوز خلوها من الفوائد اللفظية والمعنوية معا والا لعدت عبثا ، ولا يجوز ذلك فى كلام الفصحاء ولا سيما فى كلام البارى تعالى وانبياءه وائمته عليهمالسلام ، وقد يجتمع الفائدتان فى حرف وقد تفرد احديهما عن الاخرى.
ثم قال : وبعض الزوائد يعمل كالباء ومن الزائد تين ، وبعضها لا يعمل نحو فبما رحمة ، وانما سميت هذه الحروف زوائد لانها قد تقع زائدة ، لا انها لا تقع الا زائدة ، بل وقوعها غير زائدة اكثر ، وسميت ايضا حروف الصلة لانها يتوصل بها الى زيادة الفصاحة او الى اقامة وزن او سجع او غير ذلك.
اقول : شان الحرف فى الكلام ربط الكلمات حتى يتشكل كلام مفيد لمعنى اراده المتكلم افهامه للمخاطب ، فالحروف على هذا لها وجوه من حيث الاصالة والزيادة.
الاول حرف يختل معنى الكلام بسقوطه نحو زيد فى الدار ، فان سقط فى يختل معنى الكلام.
الثانى حرف يتغير معنى الكلام بسقوطه ، نحو رايت منك قبيحا ، فان معناه انت فعلت عملا قبيحا ، فان سقط من صار المعنى انت قبيح ، ولا يختل المعنى ، بل يختل المراد.
الثالث حرف يتغير اعراب الكلمة بسقوطه بلا تغير واختلال ، نحو زيد فعال