الشرط ، نحو قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) ـ ٣ / ٨١ ، ما شرطية زمانية دخلت عليها اللام ، ولتؤمنن الخ جواب الشرط ، ومفاد هذا الشرط مضمون الميثاق الماخوذ ، وكما فى هذين البيتين.
غضبت علىّ لان شربت بجزّة |
|
١٦٤١ فلاذ غضبت لاشربن بخروف |
لمتى صلحت ليقضين لك صالح |
|
١٦٤٢ ولتجزينّ اذا جزيت جميلا |
والجمهور على التزام تقدير القسم قبل هذه اللام كما مر بيانه فى المبحث الرابع عشر من المقصد الثالث ، ونحن لا نلتزم لان التقدير لا موجب له ، والاصل عدمه ، بل نقول ان اللام تدخل على الجملة الشرطية لتاكيد الربط والتعليق كما تدخل على الجملة الحملية لتاكيد النسبة ، وهى لام الابتداء فى الموضعين وكذلك نقول فيما تدخل على جملة الجواب وما ياتى من المواضع الاخرى ، سواء اكانت مع نون التاكيد ام لا ، على ان الجواب فى الابيات الثلاثة لا يلائم جواب القسم.
الرابع على جملة جواب الشرط ، والاكثر دخولا على جواب ان مع التاكيد بالنون ان كانت نفس ان ايضا مصدرة بها كما مر آنفا ، وعلى جواب لو ولو لا ولو ما ، كما مر فى المبحث الرابع من المقصد الثالث ، وعلى غير ذلك فى قوله تعالى : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) ـ ٣ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ، (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٥ / ٧٣ ، (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) ـ ١٩ / ٦٦ ، وكما فى هذين البيتين.
اذا رضيت علىّ بنو قشير |
|
١٦٤٣ لعمر الله اعجبنى رضاها |
الا يا صخر ان ابكيت عينى |
|
١٦٤٤ لقد اضحكتنى دهرا طويلا |
وهذه اللام لتاكيد الربط اذا دخلت على جواب الشرط كالفاء واذا وان التى تدخل على جواب الشرط ، وذكرنا مواضعها فى المبحث الرابع من المقصد الثالث.