يعلم اهل الكتاب عدم قدرتهم على ذلك ، اقول : لئلا يعلم الخ تعليل للمحذوف ، اذ روى انه لما سمع من لم يؤمن من اهل الكتاب قوله تعالى فى سورة القصص فى اهل الكتاب الذين آمنوا برسول الله : اولئك يؤتون اجرهم مرتين فخروا على المسلمين وقالوا اما من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله اجره مرتين واما من لم يؤمن بكتابكم منا فله اجر واحد كاجركم فما فضلكم علينا ، فنزلت هذه الآية وبين الله تعالى ان المتقين المؤمنين من اهل الكتاب وغيرهم لهم نصيبان من الاجر ونور ومغفرة من الله ، والتقدير : ان اهل الكتاب الكافرين برسول الله قالوا هذه المقالة لعدم علمهم بانهم لا يقدرون على شىء من فضل الله ، اى لا يتيسر لهم فضل من الله لان ايمانهم بمن سلف لا يقبل مع كفرهم برسول الله صلىاللهعليهوآله ، فليست لا زائدة.
الثالث نحو قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) ـ ٧٥ / ١ ، قيل : لا زائدة ، اقول : قد ذكرنا فى المبحث الرابع عشر من المقصد الثالث انها نافية مقابلة لاى.
الرابع قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ـ ٦ / ١٥١ ، قيل لا زائدة ، اذ لم يحرم عدم الشرك بل حرم الشرك ، وكذا الجمل المتاخرة ، اقول : هذا القائل ظن كون ان مصدرية ، وليست مصدرية ، بل هى مفسرة ولا تشركوا نهى يفسر الحكم التحريمى المستفاد من قوله : ما حرم ربكم كما ان الجملة التالية امر بالاحسان وهى جملة معترضة ، والجمل المتاخرة فى الآية معطوفة على الجملة الاولى.
الخامس قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) ـ ٢١ / ٩٥ ، قيل : لا زائدة ، والمعنى : ممتنع على اهل قرية قدرنا اهلاكهم ان يرجعوا عن الكفر ، وتقدير قدرنا لاستقامة المعنى اذ لا معنى للرجوع وعدم الرجوع بعد الاهلاك ، فعلى مذهب هذا القائل لا زائدة والمراد بالاهلاك تقدير الاهلاك ، وقال بعضهم : ان المعنى : حرام على قرية اهلكناها ان يرجعوا الى الدنيا ، فلا زائدة واهلكناها على معناها ، اقول : زيادة لا على قراءة انهم بالفتح ، واما على قراءة