محذوف هو الخبر واقعا ، اذ لا يصح حمل الحدث على الذات حقيقة ولا مجازا من دون مصحح ، نحو ان انت الا زهدا ، اى تزهد زهدا ، وما انا الا درسا ، وما انت الا تعطيلا ، وهل ابوك عطفا ، واخوك اكلا ونوما ، وكقول الشاعر :
انا جدّا جدّا ولهوك يزدا ٢٣٤ |
|
د اذا ما الى اتّفاق سبيل |
وشرطوا للنصب ان يكون المصدر مكررا او محصورا او مستفهما عنه او معطوفا ومعطوفا عليه كما شوهد فى الامثلة ، ولكن القرآن جاء بما هو خارج عن هذه الشروط ، وهو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ـ ٤٧ / ٨ ، اى فتعسهم الله تعسا ، ويشهد بذلك عطف اضل عليه ، والتعس : التردى والزلة المهلكة ، وبمعنى الاهلاك والازلال المهلك.
الامر السابع
قد يكون المفعول المطلق غير المصدر وسموه النائب عن المصدر ، وذلك اما مضاف الى المصدر او اسم اشارة اليه او ضمير يرجع اليه او وصف له او موصوف له او عدد له او مقدار له او آلة له او زمان له ، او اسم استفهام او شرط ، وهذه عشرة ، تقع نائبة عنه لارتباطها به ، وقد يجتمع المضاف مع بعض التسعة الاخرى ، ودونك امثلتها.
١ ـ المضاف الى المصدر : كقوله تعالى : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) ـ ٢٤ / ٤ ، فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ـ ٤ / ١٢٩ ، (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) ـ ١٧ / ٢٩ ، وفى الحديث : لا تثق باخيك كل الثقة فان صرعة الاسترسال لا تستقال ، ونحو سرت احسن السير ، وعاملت انفع المعاملة ، وكقول الشاعر.
وقد يجمع الله الشتيتين بعد ما ٢٣٥ |
|
يظنّان كلّ الظنّ ان لا تلاقيا |
٢ ـ اسم الاشارة اليه : نحو قولك : ضربت ابنى هذا الضرب مشيرا الى ضرب وقع من غيرك بحضرتك.