ومع ذلك كله لم يذكر ابن هشام معنى كفى التى على فاعلها الباء ، بل حاصل كلامه ان كفى هذه تضمنت معنى اكتف به ، وكفى المتعدية الى الواحد بمعنى اجزا واغنى ، وكفى المتعدية الى الاثنين بمعنى وقى ، ولا يدخل على فاعلهما الباء ، فهو مطالب بذلك ، وكتب اللغة لا تساعده على ما قال ، وانتقاده على المتنبى ليس بمكانه ، والحق ما بينا.
واما قولهم : اتقى الله امرؤ الخ ليس فيه تضمين لان التضمين انما هو فى مادة الفعل لا فى هيئته ، وجزم يثب لان الماضى اريد به الامر ، كالمضارع الذى اريد به الامر وجزم الفعل بعده ، ومر مثاله فى تكملة حرف ان الشرطية فى المبحث الرابع من المقصد الثالث.
الثالث على مفعول الفعل المتعدى ، نحو قوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) ـ ١٩ / ٢٥ ، (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) ـ ٢٢ / ١٥ ، (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ـ ٢٢ / ٢٥ ، (رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) ـ ٣٨ / ٣٣ ، اى فطفق يمسح السوق مسحا ، فان الهز والمد والارادة والمسح متعدية ، فالباء على الجذع وسبب والحاد والسوق زائدة ، ولا يبعد التضمين فيها وفى امثالها ، ومر بيان التضمين فى المبحث العشرين من المقصد الاول ، ومن زيادة الباء على المفعول ما فى هذه الابيات.
كفى بجسمى نحو لا انّنى رجل |
|
١٥٩٢ لو لا مخاطبتى ايّاك لم ترنى |
تبلت فؤادك فى المنام خريدة |
|
١٥٩٣ تسقى الضجيع ببارد بسّام |
فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
١٥٩٤ حبّ النبىّ محمّد ايّانا |
نحن بنو جعدة ارباب الفلج |
|
١٥٩٥ نضرب بالسيف ونرجو بالفرج |
هنّ الحرائر لا ربّات احمرة |
|
١٥٩٦ سود المحاجر لا يقران بالسور |
وتدخل الباء على مفعول علم وما بمعناه مع انه متعد ، والاكثر دخولها على مفعول المشتق منه ، بل قلما يوجد بدون الباء نحو قوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ