لام التبيين لانها تبين ان مدخولها فاعل ، وليست بلازمة لجواز حذفها واضافة المصدر الى مجرورها كما يقال : ويحك وويلك كسائر المصادر التى تضاف الى فواعلها ، على ما مر فى الباب الاول من المبحث الثانى والعشرين من المقصد الاول ، فاللام للتاكيد وهذه المصادر ان رفعت فمبتداة وليست اللام للتاكيد بل مع مجرورها خبر ، نحو قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) ـ ١٠٤ / ١ ، وقولهم : ويح لك وتب لابيك ، ومن ذلك قوله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) ـ ٢٣ / ٣٦ ، ان اخذ هيهات مصدرا بمعنى البعد ، وحق العاملية هنا ايضا للفعل المقدر.
٧ ـ اللام الواقعة بين المضاف والمضاف اليه ، نحو قولهم : لا ابا لزيد ولا اخالك ولا غلامى لى ، فان هذه الاسماء مضافة الى ما بعد اللام بدليل نصب اخا وابا بالحرف وحذف نون التثنية من غلامى ، فاللام زائدة للتاكيد ، وعلى هذا فالمضاف اسم لا النافية للجنس وخبرها مقدر وهو موجود ، وهذا دعاء لمجرور اللام ، ويجوز لا اب لزيد ولا اخ لك ولا غلامين لى ، وعلى هذا فاسم لا مفرد مبنى على الفتح ، والجار والمجرور خبرها ، ويجوز لا ابا لزيد ولا اخالك ولا غلامين لى ، وعلى هذا فالجار والمجرور نعت لاسم لا وخبرها مقدر وهو موجود ، ونصب الاسم تشبيها بشبه المضاف لان النعت بعده كانه معمول له ، ويجوز لا اب لزيد ولا اخ لك ولا غلامان لى ، وهذا كالوجه الثانى الا ان لا اهملت عن العمل فليست لنفى الجنس ، وهذه اللام تسمى بالمقحمه ، والاقحام هو الادخال بعنف ، وجاءت فى النداء ايضا كقول الشاعر.
يا بؤس للحرب الّتى |
|
١٦٥١ وضعت اراهط فاستراحوا |
٨ ـ لام المستغاث فى نحو قولك : يا لله للمظلوم ، والقول بزيادتها مذهب المبرد واختيار ابن خروف بدليل صحة اسقاطها بان يقال : يا الله للمظلوم ، والاكثرون على انها متعلقة باستغيث كما مر فى المبحث الثانى من المقصد الثالث ، اقول : صحة الاسقاط انما هى عند قيام القرينة على ان النداء استغاثة والا فلا ،