بِالسُّوءِ) الإثم (وَالْفَحْشاءِ) القبيح شرعا (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (١٦٩) من تحريم ما لم يحرم وغيره (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) أي الكفار (اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) من التوحيد وتحليل الصيبات (قالُوا) لا (بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا) وجدنا (عَلَيْهِ آباءَنا) من عبادة الأصنام وتحريم السوائب والبحائر ، قال تعالى (أَ) يتبعونهم (وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً) من أمر الدين (وَلا يَهْتَدُونَ) (١٧٠) إلى حق والهمزة للإنكار (وَمَثَلُ) صفة (الَّذِينَ كَفَرُوا) ومن يدعوهم
____________________________________
هذا علة للنهي عن ابتاع تزيينه. قوله : (بين العداوة) أي للصالحين ، وأما غيرهم فلا يظهر عداوته لمصاحبتهم له ، ويقرب ذلك البيت الذي فيه النور فإنه يبين فيه كل مؤذ بخلاف غيره.
قوله : (إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ) هذا كالعلة لقوله إنه لكم عدو مبين ، والسوء اسم جامع لما يغضب الله كان فيه حد أو لا سمي بذلك لأنه بسوء صاحبه ، فعطف الفحشاء عليه من عطف الخاص على العام لأن المراد بها الكبائر ، وكلام المفسر يريد أن السوء والفحشاء مترادفان وكل صحيح. قوله : (وَأَنْ تَقُولُوا) معطوف على السوء أي وقولهم على الله. قوله : (من تحريم ما لم يحرم) أي كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وقوله : (وغيره) أي كاتخاذ أنداد غير الله. قوله : (من التوحيد) أي فلا تعبدوا إلا الله ولا تشركوا به شيئا. قوله : (وتحليل الطيبات) أي كالبحائر والسوائب والوصيلة والحام وهو لف ونشر مرتب ، فإن قوله من التوحيد راجع لقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ، وقوله وتحليل الطيبات راجع لقوله يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا.
قوله : (قالُوا) (لا) أي لا تتبع ما أنزل الله ، وقوله بل نتبع بل للإضراب الإبطالي وهو معطوف على جملة محذوفة ، أشار لها المفسر بتقدير لا قيل كل اضراب في القرآن انتقالي أي يفيد الإنتقال من قصة إلى قصة إلا هذه ، وإلا بل في قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ، فمحتمل للأمرين ، فإن اعتبرت قوله أم يقولون افتراء كان انتقاليا ، وإن اعتبرت افتراء وحده كان ابطاليا. قوله : (وجدنا) إن كانت وجد بمعنى أصاب نصبت مفعولا واحدا وهو آباؤنا وقوله عليه ظرف لغو متعلق بألفينا ، وإن كانت بمعنى علم نصبت مفعولين عليه وآباؤنا. قوله : (من عبادة الأصنام) راجع للفريق الأول ، وقوله تحريم السوائب إلخ راجع للفريق الثاني ، فهو لف ونشر مرتب. قوله : (أَ) (يتبعونهم) أشار بذلك إلى أن الهمزة للإنكار داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف ، والجملة حالية فالواو للحال أيضا. قوله : (وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً) أي فهم تابعون لهم سواء ظهر لهم عقل آبائهم وهداهم أو شكوا في ذلك ، بل ولو ظهر لهم عدم عقلهم وعدم هداهم. قوله : (والهمزة للإنكار) أي والتوبيخ والتعجب ، والمعنى لا يليق منك بذلك.
قوله : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي المدعوين وقوله : (ومن يدعوهم) أي كالأنبياء فقد حذف الداعي من هنا وذكر ما يدل عليه بقوله كمثل الذي ينعق ، والمعنى أن مثل الكفار في عدم سماع المواعظ والآيات والبراهين القطيعة ومثل داعيهم وهو النبي في تكرار المواعظ والآيات ، كمثل راع يرشد البهائم الوحشية بصوته إلى مصالحها ، فكما أن البهائم الوحشية لا ينفع فيها الصوت ولا تفهمه ولا تعقل معناه ، بل لا يرشدها إلا الضرب مثلا ، كذلك الكفار لا تنفع فيهم المواعظ والآيات ، بل جزاؤهم في الدنيا