بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ) القرآن (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥٨) ترشدون (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) جماعة (يَهْدُونَ) الناس (بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١٥٩) في الحكم (وَقَطَّعْناهُمُ) فرقنا بني إسرائيل (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) حال (أَسْباطاً) بدل منه أي قبائل (أُمَماً) بدل مما قبله (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ) في التيه (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) فضربه (فَانْبَجَسَتْ) انفجرت (مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) بعدد الأسباط (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) سبط منهم (مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) في التيه من حر الشمس (وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) هما
____________________________________
أو لا ، و (النَّاسُ) اسم جنس واحده إنسان. قوله : (جَمِيعاً) حال من ضمير (إِلَيْكُمْ).
قوله : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ) يصح رفع (الَّذِي) ونصبه على أنه نعت مقطوع ، وجره على أنه نعت متصل ، وقوله : (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، وقوله : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) بيان للصلة. وقوله : (يُحيِي وَيُمِيتُ) بيان لقوله : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ، فكل واحدة من هذه الجمل ، كالدليل لما قبلها ، ولا محل لكل من الإعراب ، لأن الصلة لا محل لها فكذا مبنيها. قوله : (فَآمِنُوا بِاللهِ) تفريع على ما تقدم ، أي فحيث علمتم أن محمدا مرسل لجميع الناس ، وأن الله له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت ، وجب عليكم الإيمان بالله ورسوله ، وفيه التفات من التكلم للغيبة ، ونكتته التوطئة للاتصاف بقوله : (النَّبِيِّ الْأُمِّيِ) الخ. قوله : (الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ) أي لأنه مرسل لنفسه. قوله : (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي تفلحون ، والترجي في القرآن بمنزلة التحقيق ، فهو بمعنى قوله فيما سبق. قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). قوله : (ترشدون) من باب تعب ونصر.
قوله : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) استئناف مسوق لدفع توهم أن قوم موسى لم يحصل لهم هدى ، بل استمروا على ضلالهم ، فدفع ذلك بأن بعضهم آمن بالنبي صلىاللهعليهوسلم وهم شرذمة قليلة ، كعبد الله بن سلام وأضرابه. قوله : (وَقَطَّعْناهُمُ) الهاء مفعوله ، و (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) حال ، و (أَسْباطاً) بدل كما قال المفسر ، وتمييز العدد محذوف تقديره فرقة ، ويصح أن قطع بمعنى صير ، فالهاء مفعول أول ، و (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) مفعول ثان ، و (أَسْباطاً) بدل ، وسبب تفرقهم كذلك ، أن أولاد يعقوب كانوا كذلك. فكل سبط ينتمي لواحد منهم ، والأسباط جمع سبط ، وهو ولد الوالد ، مرادف للحفيد ، هكذا في كتب اللغة ، وتفرقة بعض العلماء بين السبط والحفيد ، بأن السبط ولد البنت ، والحفيد ولد الولد اصطلاح. قوله : (أي قبائل) أي كالقبائل في التفرق والتعدد. قوله : (بدل مما قبله) أي فهو بدل من البدل.
قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى) أي حيث أمر بقتال الجبارين هو ومن معه من بني إسرائيل ، ونقب عليهم اثنى عشر نقيبا ، وأرسلهم يأتون له بأخبار الجبارين ، فاطلعوا على أوصاف مهمولة لهم ، فرجعوا وأخبروا موسى عليهالسلام ، فأمرهم بالكتم عن قومهم ، فخانوا إلا اثنين منهم ، يوشع وكالب فجبنوا ، فحرم الله عليهم دخول القرية أربعين سنة يتيهون في الأرض ، فلما طالت عليهم المدة في التيه عطشوا ، فطلبوا منه السقيا ، فدعا الله موسى ، فأمره بضرب الحجر بعصاه ، وهذا الحجر هو الذي فر بثوبه حين اتهموه بالإدرة خفيف مربع كرأس الرجل. قوله : (فانبجست) أي انفجرت. قوله : (مَشْرَبَهُمْ) أي عينهم الخاصة بهم. قوله : (وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) أي السحاب ، يسير بسيرهم ، ويضيء لهم بالليل