وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦) لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم ، والإنذار إعلام مع تخويف (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير (وَعَلى سَمْعِهِمْ) أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) غطاء فلا يبصرون الحق (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٧) قوي دائم. ونزل في المنافقين (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام (وَما هُمْ
____________________________________
الفا ، والثاني أن فيه التقاء الساكنين على غير حده ، رد عليه ملا علي قاري بأن القراءة متواترة عن رسول الله ، ومن أنكرها كفر ، فيستدل بها لا لها ، وأما قوله أن الهمزة المتحركة لا تبدل الفا محله في القياسي ، وأما السماعي فلا لحن فيه لأنه يقتصر فيه على السماع ، وقوله فيه التقاء الساكنين على غيره حده تقول سهله طول المد والسماح ، وأما قولهم كل ما وافق وجه النحو الخ ، محله في قراءة الآحاد لا في المتواترة ، وإلا فالتواتر نفسه حجة على غيره لا يحتج له. قوله : (إعلام مع تخويف) أي في وقت يسع التحرز من الأمر المخوف ، وإلا فيسمى إخبارا بالعذاب.
قوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) هذا وما بعده كالعلة والدليل لما قبله ، والمراد بالقلوب العقول وهي اللطيفة الربانية القائمة بالشكل الصنوبري قيام العرض بالجوهر أو قيام حرارة النار بالفحم. قوله : (طبع عليها) هذا إشارة إلى المعنى الأصلي فأطلقه وأراد لازمه وهو عدم تغيير ما في قلوبهم بدليل قوله فلا يدخلها خير ، وفي القلوب استعارة بالكناية ، حيث شبه قلوب الكفار بمحل فيه شيء مختوم عليه وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو الختم فإثباته تخييل. قوله : (أي مواضعه) إنما قدر ذلك المضاف لأن السمع معنى من المعاني لا يصح اسناد الختم لها. وإفراده ، إما لأنه مصدر لا يثنى ولا يجمع ، أو لكون المسموع واحدا ، وتم الوقف على قوله : (وَعَلى سَمْعِهِمْ) وقوله : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ) خبر مقدم و : (غِشاوَةٌ) مبتدأ مؤخر جملة مستأنفة نظير قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) الآية ، والمراد من الغشاوة عدم وصول النور المعنوى لهم. فأطلق اللازم وأراد الملزوم وخص الثلاثة لأنها طرق العلم بالله. قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) العذاب هو إيصال الآلام للحيوان على وجه الهوان. قوله : (قوي دائم) إنما فسره بذلك لأن الأصل في العظم أن يكون وصفا للأجسام فلذلك حول العبارة. قوله : (ونزل في المنافقين) أي في أحوالهم وهوانهم واستهزاء الله بهم وضرب الأمثال فيهم وعاقبة أمرهم ، وجملة ذلك ثلاث عشرة آية آخرها (إن الله على كل شيء قدير) وأخرهم عن المؤمنين والكافرين ظاهرا أو باطنا إشارة إلى أنهم أسوأ حالا من الكفار.
قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) يحتمل أن الجار والمجرور خبر مقدم ، ومن اسم موصول أو نكرة موصوفة مبتدأ مؤخرة ، وجملة يقول إما صلة أو صفة ، والمعنى الذي يقول أو فريق يقول ما ذكر كائن من الناس ورد ذلك بأنه لا فائدة في ذلك الأخبار ، والحق أن يقال إن من اسم بمعنى بعض مبتدأ أو جربها لأنها صورة الحرف أو صفة لمحذوف بمبتدأ تقديره فريق من الناس ، وخبره قوله : (من يقول) الخ وعهده جعل الظرف مبتدأ حيث كان تمام الفائدة بما بعده كقوله تعالى : (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) وقوله تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ) ، وأصل ناس إناس أتى بأل بدل الهمزة مشتق من التأنس لتأنس بعضهم ببعض ، وتسمية الأنس به حقيقة ، والجن مجاز وقيل مشتق من ناس إذا تحرك ، وعليه فتسمية الجن به حقيقة أيضا والحق الأول ، ولذا