ونحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل أم محمد وقد خالف دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم (هؤُلاءِ) أي أنتم (أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (٥١) أقوم طريقا (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ) ه (اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) (٥٢) مانعا من عذابه (أَمْ) بل أ(لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) أي ليس لهم شيء منه ولو كان (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) (٥٣) أي شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم (أَمْ) بل أ(يَحْسُدُونَ النَّاسَ) أي النبي صلىاللهعليهوسلم (عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) من النبوة وكثرة النساء أي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لاشتغل عن النساء (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ) جده كموسى وداود وسليمان (الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) النبوة (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (٥٤) فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حرة وسرية (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ) أعرض (عَنْهُ) فلم يؤمن (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) (٥٥) عذابا لمن لا يؤمن (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ) ندخلهم (ناراً) يحترقون فيها (كُلَّما نَضِجَتْ) احترقت (جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) بأن تعاد إلى حالها الأول غير محترقة (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ليقاسوا شدته (إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً) لا يعجزه شيء (حَكِيماً) (٥٦) في خلقه (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
____________________________________
والطاغوت الشيطان التي يلبس الصنم ويكلم الناس ، فلكل صنم شيطان يغر الناس. قوله : (ونفك العاني) أي الأسير. قوله : (نفعل) يحتمل أنه بالفاء والعين ، أي نفعل غير ما ذكر من الأمور الجميلة المستحسنة ، أو بالعين ثم القاف أي نؤدي العقل بمعنى الدية عن حلفائنا. قوله : (أي أنتم) أشار بذلك إلى أنه خطاب لهم ، وإنما المولى حكاه عنهم بالمعنى. قوله : (أي ليس لهم) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله : (فَإِذاً) الفاء واقعة في جواب شرط مقدر ، أشار له المفسر بقوله : (ولو كان) وإنما قدر لو دون أن ، لأن الجواب مرفوع لا مجزوم ، وهذا ذم لهم بالبخل بعد ذمهم بالجهل ، وسيأتي ذمهم بالحسد. قوله : (بل) الإضراب انتقالي من صفة لصفة أخرى أقبح منها. قوله : (أي النبي) أي فهو من باب تسمية الخاص باسم العام ، إشارة إلى أنه جمعت فيه كمالات الأولين والآخرين ، قال الشاعر :
وليس على الله بمستنكر |
|
أن يجمع العالم في واحد |
قوله : (جده) بيان لإبراهيم فهو بالجر. قوله : (تسع وتسعون امرأة) أي غير امرأة وزيره ، فقد أخذها بعد موته ، فتكامل له مائة. قوله : (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) أي كعبد الله بن سلام وأضرابه. قوله : (فلم يؤمن) أي ككعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأضرابهما. قوله : (بأن تعاد إلى حالها) ورد أنها تعاد في الساعة الواحدة مائة مرة ، بل ورد أنها تعاد في اليوم الواحد سبعين ألف مرة ، وورد أن بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسروع ، وورد أن ضرس الكافر يكون كأحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام. قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا) ذكر للمقابل وهو راجع لقوله : (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) كما أن قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) راجع لقوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) على عادته سبحانه إذا ذكر الوعيد أعقبه بالوعد.